بعد انتصاره على الشيطان فقد كانت هذه النصرة عمل المخلص فيه كما قيل فى ( رو 8 : 3 , 4 ) دان الخطية فى الجسد لكى يتم حكم الناموس فينا من السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ” وقد تعلم من الكتب ان مكايد إبليس كثيرة ( اف 6 : 11 ) فزاد فى نسكه وتفانى إذلال جسد لانه كان يعلم ان لإبليس طرق كثيرة وفخاخه كثيرة فاذا لم ينجح معه فى خداعه بالملذات الجسدية فيمكن ان يصطاده بوسائل وخدع اخرى .
فاخذ يقمع جسده ويستعبده اكثر فاكثر . فيمكن للشيطان ان يدخل له من ناحية انه أقدس الناس كلها ويدخل له نوع من الكبرياء والتعالى ولكن القديس انطونيوس كان يطرد هذه الأفكار الشريرة من عدو الخير وقد اعتزم ان يدرب نفسه على حياة اشد صرامة فكان كل يوم يزيد من زهده وتقشفه وكان يحتسب كأن كل يوم هو أول يوم له فى هذه الحياة الانفرادية .