«فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَ مَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْـدُ ذَبِيحَةٌ عَـنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَـةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَـارٍ عَتِيدَةٍ أَن تَأْكُـلَ الْمُضَادِّينَ... فَكَمْ عِقَاباً أَشَـرَّ تَظُنُّونَ أَنَّـهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ (يقصد الذين ارتدُّوا عـن الإيمان وعادوا إلى اليهوديـة)» (عب 10: 26-29).
فمَن يرفض ابـن الله ويحتقر عمل دمه، يُفارقه الروح القدس روح التوبة فيفقد الشعور بالندم والدافع إلى التوبة؛ ومِن ثمَّ يبقى في خطيته دون غفران ونهايته الموت الأبدي. وخطية التجديف لا تقع فجأةً، بل يسبقها تباعُد الشخص التدريجي عن حياة القداسـة والجهاد وانجذاب إلى الخطيـة رغم إلحاح صوت الروح الذي أحزنه (أف 4: 30).
فإن ظلَّ على تجاهُله للدعوة للرجوع، يأتي وقت ينطفئ فيه الروح (1تي 5: 9)، ويتخبَّط في الظلام كموقفٍ ثابت إلى النهاية.