يسمح بالتجارب فنشعر بالمذلة لكنه يسمح بها في الحدود التي لنفعنا وبنياننا، فلا نخرج منها جائعين أو عراة أو مرضى، بل منتصرين ونامين ومكلّلين بالمجد. يسمح بالتجارب لكي نكتشف الله الحق ورعايته ومراحمه وحبه!
إن كان قد سمح لهم بالتيه، لكنهم في وسط القفر لم يكونوا في حاجة إلى حرث الأرض وزراعتها وسقيها وحصد الثمار، ولا إلى طحن الحنطة وعمل خبز، ولا إلى طهي طعام؛ كما لم يكونوا في حاجة إلى من ينسج لهم أقمشة، ويصنع لهم ثيابًا، ولم يحتاجوا إلى من يصنع لهم صنادل أو أحذية، ولا إلى أطباء وأدوية ومستشفيات. كانت ثيابهم لا تبلى بل وتكبر كلما كبر الطفل وهكذا الأحذية.