منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 08 - 2025, 04:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,359,841

ا يُريدُ يَسوعُ أَن يَحمِلَ الجَميعُ فيهِ ومَعَهُ صَليبَهُم



الإيمانُ



1. الإيمان وإلغاء الامتياز العِرقي:

السَّبيلُ الثَّاني لِلْخَلاصِ هُوَ الإيمانُ. وكانَ اليَهودُ يَظُنُّون – وَهُمُ القَليلونَ بالنِّسْبَةِ إِلى الأُمَمِ الوَثَنِيَّةِ – أَنَّهُم مُخَلَّصون، كَونُهُم أَبناءَ إِبراهيم، وعِندَهُم شَريعَةُ موسى، ولَهُمُ المَواعيدُ. لِذٰلِكَ كانوا يَعتَقِدون أَنَّ الانتماءَ إِلى إِبراهيمَ يَكفي لِلْخَلاصِ. فَسَأَلَهُ أَحَدُهُم لِيَتَأَكَّدَ: “يا رَبّ، هَلِ الَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟" (لوقا 13: 23). لكن يوحنَّا المَعمَدانُ وبَّخَهُم قائِلًا: "وَلا يَخطُرْ لَكم أَن تُعَلِّلوا النَّفْسَ فَتَقولوا: إِنَّ أَبانَا هُوَ إِبراهيم. فَإِنِّي أَقولُ لَكم: إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَن يُخرِجَ مِن هٰذِهِ الحِجارَةِ (אַבנִין) أَبناءً (בּנִין) لإِبراهيم" (متى 3: 9).



2. الباب الضيّق والإيمان بيسوع:

أوضَحَ يَسوعُ أَنَّ الانتماءَ إِلى إِبراهيمَ لَيسَ سَبيلًا لِلْخَلاصِ، بَلِ الاجتِهادُ بِالدُّخولِ مِنَ البابِ الضَّيِّقِ (لوقا 13: 24)، أَيِ الدُّخولُ بابَ الإيمانِ بِهِ. وكما يُؤكِّدُ بُولُسُ الرَّسول: "بِه نَجرُؤُ، إِذا آمَنَّا بِهِ، عَلى التَّقَرُّبِ إِلى اللهِ مُطمَئِنِّين" (أفسس 3: 12). ويَعلِّقُ القِدِّيس كِيرِلُّس الكَبير: "مَن يُريدُ أَن يَدخُلَ البابَ الضَّيِّقَ، يَلزَمهُ بالضَّرورَةِ أَن يَكونَ لَهُ أَوَّلًا الإيمانُ المُستَقيمُ غَيرُ الفاسِد".



3. الإيمان والمعمودية

يُعلِّمُ يَسوعُ أَنَّ سَبيلَ الخَلاصِ هُوَ الإيمانُ بِهِ: " فمَن آمَنَ واعتَمَدَ يَخلُص، ومَن لَم يُؤمِنْ يُحكَمْ عَلَيه" (مرقس 16: 16). وكذٰلِكَ يَقولُ بُطرُسُ الرَّسول: "نَحنُ نُؤمِنُ أَنَّنا بِنِعمَةِ الرَّبِّ يَسوعَ نَنالُ الخَلاصَ كَما يَنالُ الخَلاصَ هؤُلاءِ الوَثَنِيُّونَ أَيضًا" (أعمال 15: 11). ويَصرِّحُ أَيضًا: “سَفينَةُ نُوحٍ هِيَ رَمزٌ لِلمَعمودِيَّةِ الَّتي تُنَجِّيكُمُ الآنَ أَنتُم أَيضًا، إِذ لَيسَ المُرادُ بِها إِزالَةَ أَقذارِ الجَسَد، بَل مُعاهَدَةُ اللهِ بِضَميرٍ صالِح، بِفَضلِ قِيامَةِ يَسوعَ المَسيح" (1 بطرس 3: 21).



4. النِّعمة والرّحمة أساس الخلاص

اللهُ يُخلِّصُ بِالرَّحمَةِ فَقَط (2 طيموتاوس 1: 9)، وبِالنِّعمةِ (أفسس 2: 5، 8)، مُنحًا الرُّوحَ القُدُس (2 تسالونيقي 2: 13). فاليَهودُ والأُمَمُ في وَضعٍ واحِد، لا يَخلُصونَ أَنفُسَهم، بَل نِعمَةُ المَسيحِ تَفعَلُ ذٰلِكَ.



5. الإيمان والاختيار الحرّ

دُخولُ بابِ الإيمانِ يَتَطَلَّبُ اختِيارًا حُرًّا. فالنَّاسُ مَدعوونَ أَن يَختاروا: الإيمانَ بيسوعَ أَو رَفضَهُ. وبِهٰذا يُحدِّدونَ مَصيرَهُم: خَلاصًا أَو هَلاكًا. "فإِنَّنا عِندَ اللهِ رائِحَةُ المَسيحِ الطَّيِّبَةُ بَينَ الَّذينَ يَسلُكونَ طَريقَ الخَلاصِ وطَريقَ الهَلاك، الحَياةِ أَوِ المَوت" (2 قورنتس 2: 15). أَمَّا الَّذينَ يُؤمِنونَ ويَشهَدونَ بِإيمانِهِم فَيَخلُصونَ:
"فإِذا شَهِدتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسوعَ رَبّ، وآمَنتَ بِقَلبِكَ أَنَّ اللهَ أَقامَهُ مِن بَينِ الأَموات، نِلتَ الخَلاص" (رومة 10: 9).



6. الإيمان والأعمال

الإيمانُ لا يَقومُ عَلى الكَلامِ فَحَسْب، بَل عَلى الأَعمالِ أَيضًا. قالَ يَسوعُ: "لَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ لي: يا رَبّ، يا رَبّ، يَدخُلُ مَلكوتَ السَّماوات، بَل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّماوات" (متى 7: 21). ويُعلِّقُ البابا فرنسيس: "أَنَّنا وُلِدنا في بِيئَةٍ مَسيحيَّة لا يَعني أَنَّنا حَصَلنا عَلى كَرتِ العُبورِ إِلى مَلكوتِ الله. بَل عَلَينا العَمَلُ بِجِدٍّ لِنَحصُلَ عَلى هٰذِهِ النِّعمَة. نَحنُ لَسنا مَسيحيِّينَ بِالعَلامَةِ، بَل مَسيحيُّونَ حَقيقيُّونَ في القَلبِ".



7. المثابرة والثبات حتى النهاية

الخَلاصُ لا يُعطى آليًّا. المَعمودِيَّةُ والقُربانُ لا يَكفيانِ إِذا لَم يُغَيِّرا القُلوبَ. ولذٰلِكَ يَقولُ يَسوعُ: الَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهايَةِ فذاكَ الَّذي يَخلُص (متى 24: 13).



8. الباب الضيّق هو الصليب

نَستَنتِجُ مِمَّا سَبَق أَنَّ الإيمانَ بيسوعَ هُوَ الطَّريقُ الوَحيدُ لِلْخَلاصِ: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلَّا بي" (يوحنا 14: 6). أَمَّا البابُ الضَّيِّقُ فَهُوَ طَريقُ الصَّليبِ: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليَزهَدْ في نَفسِهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني. فإِنَّ مَن أَرادَ أَن يُخَلِّصَ حَياتَهُ يَفقِدْها، وأَمَّا مَن يَفقِدُ حَياتَهُ في سَبيلي فإِنَّهُ يُخَلِّصُها" (لوقا 9: 23-24). وبِهٰذا يُريدُ يَسوعُ أَن يَحمِلَ الجَميعُ فيهِ ومَعَهُ صَليبَهُم، لِيَنالوا مَلكوتَهُ عَبرَ الدُّخولِ مِنَ البابِ الضَّيِّق، مُنطَلِقينَ مِن أُورَشَليمَ الأَرضِيَّةِ إِلى أُورَشَليمَ السَّماوِيَّةِ لِيُعايِنوا سَلامَهُ الحَقيقيَّ.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يَسوعُ يَحثُّ الجَميعَ على الجِهاد وَالكِفاح وَالعَمَل
المُهِم أَن يَعرِفَ الجَميعُ الطَّريقَ الَّذي يُؤدِّي إلى الخَلاص
أَمّا يَسوعُ فَكَانَ يَسمَعُ ماذا يُريدُ أَبوُهُ السَّماوِيُّ أَن يَفعَلَ
الجَميعُ يَرْجونَكَ لِتُعطِيَهم طعامَهم في أَوانِه
رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ


الساعة الآن 12:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025