![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أنواع المشاعر: تنقسم المشاعر الإنسانية إلى قسمين بحسب تأثيرها في الجسم؛ فمنها ما يسبب تأثيراً إيجابياً، ومنها ما يسبب تأثيراً سلبياً، وتظهر الأعراض الانفعالية على الجسد، ويكمن دوره في إيصال الشعور إلى الطرف الآخر، فتحمرُّ عيوننا عند الغضب، وتصفرُّ وجوهنا عند الخوف. ومن المشاعر الإيجابية التي تترك أثراً لطيفاً في النفس البشرية: شعور الفرح، والحب، والامتنان، والأمان والسكينة، والفخر، والإنجاز وغيرها من المشاعر الإنسانية التي تجعل الإنسان يشعر بالخفة والتفاؤل والانفراج، أما المشاعر السلبية فهي التي تترك أثراً مؤلماً في الإنسان، ونذكر منها: شعور الحزن، والغضب، والإهانة، والخوف، والانكسار. إنَّ البنية المستقرة للكائن الإنساني تملي عليه نمطاً من التوازن بين أفكاره العقلية المنطقية ومشاعره العاطفية، فإذا طغى العقل صار الإنسان غليظَ الطبع فظاً، وإذا ما طغت العاطفة تحوَّل الإنسان إلى كتلة هشة غير منطقية؛ إذاً فلا بد للإنسان من أن يتعلم كيف يوازن بين هذين العنصرين المكوِّنين لشخصيته إذا ما أراد بلوغ الاستقرار في حياته. وتتحكم المشاعر بإفراز الهرمونات التي تؤثر بدورها في الأجزاء العضوية من الجسم البشري، وتتشكل بذلك استجابة الجسم تجاه الشعور، ويذهب الخبراء النفسيون في وصف علاقة المشاعر بالإنسان والتعبير عنها بمثلث "فكرة، شعور، سلوك". وهذه العناصر الثلاثة مترابطة ببعضها بعضاً ويفضي كل منها إلى الآخر، فمواجهة الإنسان لموقف معين، من شأنه أن يثير في رأسه فكرة ما، عن نفسه أو عن المحيط، وهذا الأمر الذي يترتب عليه شعور ما يترجم على أرض الواقع بسلوك أو إجراء معين. وإذا أردنا أن نسقط الأمور على أرض الواقع، فسوف نأخذ مثالاً من حياتنا اليومية، فلنفترض مثلاً أنَّ مدير الجهة التي طلبتَ التوظف فيها استدعاك إلى مكتبه وأجرى معك مقابلة، وأخبرك في نهاية المطاف أنَّ السيرة الذاتية خاصتك مرفوضة، وأنَّ خبراتك غير مطلوبة في شركته، وتمنَّى لك حظاً طيباً. في مثل هذه المواقف سيقول أحد الأشخاص مخاطباً نفسه: "أنا فاشل ولستُ جديراً بالعمل في هذه الشركة" ثم سيسيطر عليه شعور من الحزن أو عدم الاستحقاق أو الإحباط وسيُترجَم هذا الشعور إلى انزواء في المنزل وتناول "طعام عاطفي"، وعزوف عن تقديم السيرة الذاتية لجهة أخرى. وقد يقول شخص آخر في الموقف ذاته: "مدير هذه الشركة أحمق حقاً، لقد فوَّتَ على شركته الكثير في رفض مؤهلاتي، لعلَّ هذا كله لخير، ولعلَّ الله يخبئ لي الأفضل"، وهذه الأفكار من شأنها أن تثير في نفس المتقدم مشاعر الاطمئنان والتقبل والتفاؤل ونوع من التحدي، وتُترجَم على شكل بحث دؤوب عن فرصة عمل أخرى أفضل، وتقديم السيرة الذاتية إلى عدد لا يحصى من الجهات الموظِّفة. وحريٌّ بنا هنا أن نشير إلى أنَّ المشاعر لا تحمل الخطأ والصواب، ولا يحق لنا أن نقول للشخص في المثال الأول ما كان يجب عليك أن تتحطم شعورياً، ولا أن نقول للشخص في المثال الثاني لم يكن ينبغي عليك أن تتفاءل، فالمشاعر هي تفاصيل شخصية بحتة وفردية بحتة، ولا يوجد قانون معين أو محدد يضبط تدفُّقها؛ أي إنَّها أمر خاضع للكثير من المؤثرات والتعقيدات وله ارتباطات متينة بالطفولة المبكرة. |
![]() |
|