في عام 2015، وفي أحد أكثر المشاهد إنسانية وإلهامًا التي انتشرت عبر العالم، خط*ف كنغر صغير يتيم القلوب حين ظهر في صور مؤثرة وهو يحتضن دُمية دب صفراء، وكأنه وجد فيها الأم التي فقدها والدفء الذي حُرم منه.
الصور التقطتها جيليان أبوت، والتي كرست حياتها لرعاية صغار الكنغر والولابي الأيتا*م.
القصة بدأت عندما عُثر على هذا الكنغر الصغير – الذي أطلقوا عليه اسم "دودلبَغ" – مهجورًا في البرية. المفاجأة أن الصغير لم يختبئ كما تفعل عادة الحيوانات الخائفة، بل تقدم بخطوات مترددة نحو أحد الأشخاص، ورفع ذراعيه كطفل يطلب أن يُحمل بين الأيادي. منذ تلك اللحظة، أصبح في رعاية أبوت، التي وفرت له مأوى ورعاية وأمومة بديلة.
لكن ما جعل قصته استثنائية لم يكن نجاته فقط، بل العلاقة العاطفية التي نشأت بينه وبين دمية الدب. فكلما عاد من تجواله الحر في الأدغال إلى حظيرته، كان يجد الدمية معلقة بين الأشجار، فيحتضنها بشغف وكأنه يستعيد حضن أمه الغائبة. تقول أبوت: "الدب بالنسبة له ليس مجرد لعبة، بل هو أمه التي تقف بجانبه دائمًا، يعوضه عن غيابي ويمنحه الأمان الذي يحتاجه."
الصور سرعان ما اجتاحت العالم، فتصدرت شاشات التلفاز الدولية، وامتلأت بها المقالات والمواقع، وحظيت بآلاف المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يتوقع أحد أن مشهدًا بسيطًا لطفل كنغر يحتضن دبًا سيحمل هذه القوة العاطفية، لكنه لامس شيئًا عميقًا في قلب البشر: الحاجة إلى الحب والاحتواء.
جيليان، التي ترعى منذ سبع سنوات عشرات الصغار اليتامى وقد أطلقت بالفعل 35 منهم إلى البرية، تقول إن عملها شاق لكنه مليء بالمعنى: "رؤية هؤلاء الصغار يعودون للطبيعة بحرية هو مكافأتي الكبرى." ومع ذلك، لم تُخفِ دهشتها من الضجة العالمية حول "دودلبغ": "أرسلت الصورة لتيم فقط من أجل أحفادي، لم أتخيل أنها ستجعل العالم كله يتوقف أمامها. أعتقد أن السبب هو أننا جميعًا نحتاج إلى عناق مثل ذاك الذي أعطاه دودل لدُميته."
في النهاية، لم تكن القصة مجرد صورة مؤثرة على الإنترنت، بل رسالة صامتة من قلب صغير يتيم إلى البشرية: أننا جميعًا، مهما كبرنا أو تظاهرنا بالقوة، نحتاج إلى حضن آمن يحمينا، تمامًا كما احتاج دودلبغ لدبّه الأصفر.