![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في قلب المأساة التي يعيشها الكثير من الأوكرانيين بسبب الحرب، قرر الشاب فلاديسلاف دودا (28 عامًا) أن يترك بلاده ويعبر جبال الكاربات الوعرة متجهًا نحو رومانيا بحثًا عن حياة أكثر أمانًا. ترك وراءه معظم ممتلكاته، لكنه لم يستطع أن يتخلى عن أعز ما يملك: قطه الصغير البرتقالي اللون، الذي أسماه "بيتش". لم يكن يعلم أن هذا المخلوق الصغير سيكون سببًا في بقائه حيًّا. أثناء محاولته عبور الجبال مع رفيقين له، باغتهم عاصفة ثلجية قوية جعلت الرؤية شبه معدومة والبرد قارسًا حتى الصميم. في وسط الفوضى، انزلقت قدما دودا ليسقط في منحدر عميق ويعلق داخل وادٍ جليدي بعيدًا عن رفاقه. ومع حلول الليل، هبطت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وبدأ جسده يتجمد تدريجيًا. لكن دودا لم يكن وحيدًا تمامًا… فقد كان بيتش مختبئًا داخل سترته. القط الصغير التصق بصدره وظل طوال الليل يصدر حرارة جسده الصغيرة لتدفئة قلب صاحبه وصدره، في الوقت الذي كان الموت يقترب فيه ببطء. في تلك اللحظات القاسية، لم يكن هناك شيء سوى أمل ضعيف يتمثل في صديق وفيّ لا يتجاوز حجمه كف اليد. قضى دودا ما يقارب 24 ساعة كاملة في هذا الوادي، يصارع التجمد والجوع واليأس. وفي النهاية، وبعد عملية بحث مضنية، تمكنت فرق الإنقاذ الرومانية من العثور عليه. حين وصلوا إليه، وجدوه شبه فاقد للوعي ومصابًا بانخفاض حاد في حرارة الجسم، لكنه كان ما يزال يحتضن قطه بكل قوة، كأن حياته متعلقة به وحده. قال أحد المنقذين: القطة كانت تدفئه… لقد أنقذت حياته. الشيء الوحيد الذي كان يهتم به هو القطة، لم يهتم حتى بنفسه. تم نقل دودا مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج من آثار التجمد، بينما بقي بيتش ملازمًا له حتى في لحظة نقله إلى سرير الإسعاف، وكأنه يرفض أن يتركه للحظة واحدة. لقد تعافى دودا وقطه معًا، وقصتهما أصبحت رمزًا معبرًا عن أن المساعدة أحيانًا تأتي من أصغر الكائنات وأضعفها. إنها ليست فقط حكاية نجاة من موت محقق، بل أيضًا درس إنساني عميق عن الوفاء والحب الذي يتجاوز حدود اللغة والجنس والأنواع. |
![]() |
|