![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في صيف عام 1996، انطلق قارب صغير في عرض القنال الإنجليزي. على متنه رجلان: ألبرت جونسون ووكر، المحتال الكندي الهارب من العدالة، وشريكه في الأعمال رونالد جوزيف بلات. بدا الأمر كرحلة صيد عادية. لكن خلف الموج كان ينتظر سيناريو مظلم. فجأة، غدر ووكر بشريكه، وقام بخنقه ثم ربط جسده بمرساة حديدية، ودفعه إلى أعماق البحر، متوهمًا أن المحيط الأزرق سيبتلع الحقيقة إلى الأبد. لكن ووكر ارتكب خطأ قاتلًا… نسي أن على معصم بلات ساعة صغيرة رولكس، ستتحول بعد أيام إلى شاهدة قبر، وشاهدة حق. بعد أسبوعين، قذفت الأمواج جثة بلا ملامح إلى سطح البحر، واصطادها أحد الصيادين. لم يكن في الجثة ما يكشف الهوية… إلا ذلك المعصم الذي لا يزال يزينه الرولكس الصامتة. حين وصلت الجثة إلى الشرطة البريطانية، بدا الأمر معقدًا: لا أوراق، لا بصمات واضحة، لا خيوط. لكن العقيد المسؤول رفع المعصم وتفحص الساعة بدقة. كان يعلم أن الرولكس ليست مجرد ساعة، بل جهاز يسجل الزمن نفسه. من داخلها، وجدوا رقمًا تسلسليًا فريدًا. عبر سجلات شركة رولكس، تتبعت الشرطة تاريخ صيانة الساعة، من متجر إلى آخر، حتى وصلت إلى الاسم: رونالد جوزيف بلات. لقد تحدثت الساعة، وكشفت هوية الرجل الذي حاول البحر ابتلاعه. لكن القصة لم تنته هنا… فالتقنيون لاحظوا أن الساعة ما زالت تعمل تحت الماء، محمية بقدرتها المقاومة للماء، باحتياطي طاقتها الذي يستمر من يومين إلى ثلاثة تحت الماء. بتتبع تاريخ التقويم وإعادة حساب آخر لحظة توقفت فيها، استطاع الخبراء تحديد وقت الوفاة بدقة مذهلة. وكأن الساعة كانت تسجل اللحظة التي فارق فيها صاحبها الحياة! بهذا الخيط الذهبي الصغير، استطاعت الشرطة الإمساك بالمجرم الهارب. تم القبض على ألبرت ووكر، وفي عام 1998 وُجهت إليه تهمة القتل العمد، وحُكم عليه بالسجن المؤبد. وهكذا… لم يكن الشاهد الوحيد في القضية إنسانًا، بل كانت ساعة يد، قطعة ميكانيكية صغيرة قاومت البحر والظلام، لتروي للعدالة قصة جريمة لم يكن من المفترض أن تُكشف. |
![]() |
|