منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 08 - 2025, 12:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,358,530

كيف يمكنني زراعة قلب مغفرة مثل يسوع


كيف يمكنني زراعة قلب مغفرة مثل يسوع

إن تنمية قلبٍ مُسامحٍ مثل يسوع هي رحلةٌ تستمر مدى الحياة، وهي جوهر إيماننا المسيحي. إنها طريقٌ يتطلب النعمة والتواضع وفهمًا عميقًا لمحبة الله اللامحدودة لنا.

علينا أن نُدرك أن قدرتنا على المسامحة تنبع من تجربتنا الشخصية في غفران الله لنا. وكما يُذكرنا القديس بولس: "كونوا لطفاءَ بعضُكم مع بعضٍ، شفوقين، مُسامحين كما سامحكم الله في المسيح" (أفسس 4: 32). خصصوا وقتًا للصلاة والتأمل، مُتأملين في رحمته العظيمة التي أظهرها الله لكم. اسمحوا لأنفسكم أن تُغمركم حقيقة أن المسيح مات من أجلكم وأنتم لا تزالون خاطئين (رومية 5: 8). هذا الوعي بحاجتنا للمغفرة يُنمّي التواضع والرحمة تجاه الآخرين.

لكي نُسامح مثل يسوع، علينا أن نسعى جاهدين لرؤية الآخرين كما يراهم هو - أبناء الله المحبوبين، بغض النظر عن أفعالهم. وهذا يتطلب منا فصل الشخص عن سلوكه، مُدركين الكرامة الأصيلة لكل إنسان. حتى عندما كان يسوع مُعلّقًا على الصليب، رأى ما وراء قسوة مضطهديه وصلى قائلًا: "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23: 34). اطلب من الروح القدس أن يمنحك عيونًا لترى الانكسار والألم الكامنين غالبًا وراء الأفعال المؤذية.

إن تنمية المغفرة تتضمن أيضًا الاستعداد للتخلي عن حقنا في الانتقام أو القصاص. هذا لا يعني إنكار العدالة، بل يعني تسليمها لله. كما نقرأ في رومية ١٢: ١٩: "لا تنتقموا، بل اتركوا مكانًا لغضب الله، لأنه مكتوب: لي الانتقام، أنا أجازي، يقول الرب". يتطلب هذا الاستسلام إيمانًا وثقة كبيرين بعدالة الله وتوقيته المثاليين.

مارس المغفرة بطرق صغيرة يوميًا. ابدأ بالإساءات والانزعاجات البسيطة، واختر بوعي أن تتخلى عنها وترد عليها بلطف. وبينما تبني "قوة" المغفرة هذه، ستجد أنه من الأسهل عليك أن تُظهر النعمة في المواقف الأكثر صعوبة. تذكر أن المغفرة غالبًا ما تكون عملية مستمرة وليست حدثًا عابرًا. تحلَّ بالصبر مع نفسك ومع الآخرين بينما تنمو في هذه الفضيلة.

اسعَ لفهم قوة المغفرة في حياتك. تأمل في الأوقات التي غُفر لك فيها وكيف أثر ذلك عليك. اجعل الامتنان للمغفرة التي نلتها يحفزك على منح الآخرين نفس النعمة. وكما علّم يسوع في مثل العبد الذي لا يغفر (متى 18: 21-35)، فنحن مدعوون إلى مسامحة الآخرين بسخاء كما غفر الله لنا.

انغمس في الكتب المقدسة، وخاصة الأناجيل، لتستوعب تعاليم يسوع ومثاله في المغفرة. تأمل في مقاطع مثل عظة الجبل (متى 5-7) ومثل الابن الضال (لوقا 15: 11-32). دع هذه الكلمات تُشكّل فهمك لقلب الله المُناصر للمصالحة والإصلاح.

وأخيرًا، تذكر أن تنمية قلب مُسامح مثل يسوع ليس أمرًا يُمكننا تحقيقه بجهودنا الخاصة فقط. يتطلب الأمر اعتماداً دائماً على نعمة الله وقوة الروح القدس المُغيّرة. وكما عبّر القديس أوغسطينوس ببلاغة: "يا رب، أمر بما تشاء وأعطِ ما تأمر به". اطلب من الله يومياً نعمة المغفرة كما يغفر.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف تختلف مغفرة الله عن مغفرة البشر
إن مغفرة الله للإنسان تختلفُ عن مغفرة الإنسان لأخيهِ الإنسان
لقد كسب يسوع سلطان مغفرة الخطايا بدمه
يسوع الذي هو الأقوى من الشيطان من خلال قدرته على مغفرة كل خطيئة
اعطى يسوع رسله سلطة مغفرة الخطايا بقوة الروح القدس


الساعة الآن 08:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025