لقد تشوَّه مفهوم الشَّخصية القوية في مجتمعنا، فأصبحت نبرة الصوت العالية، والرغبة في التعالي على الآخرين وإحراجهم، والميل إلى استخدام عضلات الجسم والاعتداء على الآخر من علامات قوة شخصيَّة؛ وأصبح مقياس توكيد الذات أحد الضرورات، في حين أنَّ قوة الشخصية مزيج ما بين الثقة وتقدير وتوكيد وتقبُّل الذَّات، وهي القدرة على احترام الذَّات والآخر، والتعبير الصادق عن الرغبات والمشاعر، والدِّفاع عن الحقوق بطريقة راقية، ورسم الحدود مع الآخر بطريقة حاسمة، وتحقيق التوازن ما بين التطلُّعات والقدرات والاعتراف الصريح بنقاط الضَّعف والعمل على تجاوزها، والسعي إلى رفع سوية الطرف المقابل على جميع الأصعدة.