![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وكانَت مَرتا مَشغولَةً بِأُمورٍ كَثيرَةٍ مِنَ الخِدمَة، فأَقبلَت وقالت: ((يا ربّ، أَما تُبالي أَنَّ أُختي تَرَكَتني أَخدُمُ وَحْدي؟ فمُرها أَن تُساعِدَني)) "فَأَقْبَلَتْ": تُفِيدُ ٱلْعِبَارَةُ حَرَكَةً مُبَاغِتَةً وَمُنْفَعِلَةً، فَهِيَ إِشَارَةٌ إِلَى ٱلِٱنْفِعَالِ ٱلْعَصَبِيِّ لِمَرْثَا، كَمَا يَدُلُّ عَلَى ذٰلِكَ تَذَمُّرُهَا وَشَكْوَاهَا: "يَا رَبُّ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟". تُفِيدُ ٱلْعِبَارَةُ عَدَمَ تَمَالُكِ مَرْثَا نَفْسَهَا، فَقَدْ وَجَّهَتِ ٱللَّوْمَ إِلَى يَسُوعَ نَفْسِهِ، وَبِشَكْلٍ غَيْرِ مُبَاشِرٍ، نَهَرَتْ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يُبَالِ بِٱرْتِبَاكِهَا، وَلَمْ يَطْلُبْ مِنْ مَرْيَمَ أَنْ تُسَاعِدَهَا. وَغَايَتُهَا فِي ذٰلِكَ كَانَتِ ٱلِٱهْتِمَامَ بِإِعْدَادِ مَا يَلِيقُ بِرَبِّهَا. وَقَدْ أَصَابَتْ مَرْثَا فِي أَنْ ذَكَرَتْ هُمُومَهَا لِلرَّبِّ، كَمَا قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: "أَلْقُوا عَلَيْهِ جَمِيعَ هَمِّكُمْ، فَإِنَّهُ يُعْنَى بِكُمْ" (1 بطرس 5: 7). على الرّغم من كرمِ مرثا في استقبالِ يسوع، كانت نقطةُ ضعفِها في أنّها انشغلت بخدمتِه عن البقاءِ معه، ففضّلت العملَ له على الجلوسِ عند قدمَيه. "يَا رَبُّ، أَمَا تُبَالِي؟" تُشِيرُ إِلَى شُعُورِ مَرْثَا بِالْوَحْدَةِ. إِنَّهَا تَشْتَكِي مِنْ أَنَّهَا تُرِكَتْ وَحِيدَةً فِي الْخِدْمَةِ، وَتَشْعُرُ أَنَّهُ لَا أَحَدَ، حَتَّى الرَّبُّ نَفْسَهُ، يَهْتَمُّ بِهَا. هٰذَا النِّدَاءُ نَسْمَعُهُ فِي قُلُوبِ كَثِيرِينَ الْيَوْمَ، وَخُصُوصًا مِمَّنْ يَخْدِمُونَ فِي خِدْمَاتٍ صَعْبَةٍ أَوْ فِي وَاقِعٍ يُرْهِقُهُم بِالْأَعْبَاءِ وَالْمَهَامِّ. فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ نَشْعُرُ أَنَّنَا وَحِيدُونَ، وَأَنَّهُ لَا أَحَدَ يَرَانَا أَوْ يُقَدِّرُ مَا نَقُومُ بِهِ؟ نَصْرُخُ مِثْلَ مَرْثَا: "يَا رَبُّ، أَمَا تُبَالِي؟ وَلَكِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ، بِلُطْفِهِ وَحَنَانِهِ، يُجِيبُنَا كَمَا أَجَابَ مَرْثَا، لِيُظْهِرَ لَنَا أَنَّهُ مَعَنَا، وَيَرَانَا، وَيَهْتَمُّ بِنَا أَكْثَرَ مِمَّا نَظُنُّ. |
![]() |
|