![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() صراع شمشون مع العدو فوجئ شمشون أن زوجته قد أخذها صاحبه امرأة له، فكان ذلك انطلاقة صراع مع العدو الذي أذل شعبه سنوات طويلة. حرق حقول العدو: 1 وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ، أَنَّ شَمْشُونَ افْتَقَدَ امْرَأَتَهُ بِجَدْيِ مِعْزًى. 2 وَقَالَ: «أَدْخُلُ إِلَى امْرَأَتِي إِلَى حُجْرَتِهَا». وَلكِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَدَعْهُ أَنْ يَدْخُلَ. وَقَالَ أَبُوهَا: «إِنِّي قُلْتُ إِنَّكَ قَدْ كَرِهْتَهَا فَأَعْطَيْتُهَا لِصَاحِبِكَ. أَلَيْسَتْ أُخْتُهَا الصَّغِيرَةُ أَحْسَنَ مِنْهَا؟ فَلِتَكُنْ لَكَ عِوَضًا عَنْهَا». 3 فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «إِنِّي بَرِيءٌ الآنَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِذَا عَمِلْتُ بِهِمْ شَرًّا». 4 وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى، وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ، وَوَضَعَ مَشْعَلًا بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ، 5 ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ. 6 فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «مَنْ فَعَلَ هذَا؟» فَقَالُوا: «شَمْشُونُ صِهْرُ التِّمْنِيِّ، لأَنَّهُ أَخَذَ امْرَأَتَهُ وَأَعْطَاهَا لِصَاحِبِهِ». فَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَأَحْرَقُوهَا وَأَبَاهَا بِالنَّارِ. 7 فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «وَلَوْ فَعَلْتُمْ هذَا فَإِنِّي أَنْتَقِمُ مِنْكُمْ، وَبَعْدُ أَكُفُّ». بعد مدة إذ خمد غضب شمشون أراد أن يرجع إلى امرأته فأخذ معه جدي معزى كهدية للمصالحة، وكان جدي المعزى من الهدايا المألوفة كثيرًا (تك 38: 17؛ لو 15: 29)، وإذ نزل إلى تمنة منعه والدها من الدخول، قائلًا: "إنيّ قلت أنك قد كرهتها فأعطيتها لصاحبك، أليست أختها الصغيرة أحسن منها؟! فلتكن لك عوضًا عنها" [2]. لقد أخطأ أبوها، لأنها تعجل في الأمر مسلمًا ابنته لصاحب زوجها قبل أن يطلقها رجلها أو حتى ينذره بذلك، وقد ظن أن صغر سن أختها أو جمالها يعوض شمشون عن حبه لامرأته، لكن الحب لا يُرشى بالجمال ولا بصغر السن! على أي الأحوال كان ذلك علة لينطلق شمشون وقد حلّ عليه روح الرب وحرق حقول الأعداء بأخذ مشاعل ووضعها بين ذنبي كل ثعلبين (ابن آوى) مربوطين معًا بعد أن أمسك 300 ثعلبًا لهذا الهدف. وإذ أحرق حقولهم ومخازنهم أغتاظ الأعداء فانطلقوا إلى امرأة شمشون وأحرقوها وأباها بالنار. لكن هذا العمل لم يرضِ شمشون إذ حسبه إهانة له بحرق امرأته، لذلك أراد أن يعود فينتقم منهم ثانية حتى يكف عن الانتقام. "وضربهم ساقًا على فخذ ضربًا عظيمًا" [8]، أي جعلهم بضرب السيف قطعًا بعضهم فوق بعض فصار الساق فوق الفخذ والقدم فوق الرأس وما إلى ذلك. وأخيرًا "أقام في شق صخرة عيطم" [8]. يعلق القديس أغسطينوس على هذا الحديث بقوله: [قيل أن غضب شمشون قد حمى لأن صاحبه تزوج امرأته (قض 14: 19-20). هذا الصاحب هو رمز لكل الهراطقة. حقًا أنه لسرّ عظيم أيها الأخوة، فالهراطقة الذين يقسمون الكنيسة يريدون الزواج بزوجة الرب وحملها بعيدًا عنه. بانفصالهم عن الكنيسة والأناجيل يحاولون بشرهم أي زناهم اقتناء الكنيسة كنصيب لهم، لهذا يقول الخادم الأمين، صديق عروس الرب: "لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وبغيرة إيمانه أدرك الصديق الشرير (الذي يود اغتصاب العروس له)، إذ يقول "ولكنني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح (يسوع)" (2 كو 11: 3)... الآن، لنرى كيف فعل شمشون عمله السري عندما أُصير بواسطة صاحبه في شخص امرأته. لقد أخذ الثعالب، أي أصدقاءه الزناة الذين قيل عنهم في نشيد الأنشاد: "خُذُوا لَنَا... الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ" (نش 2: 15). ماذا يعني بقوله "خذوا"؟ أي امسكوها، دينوها، اضغطوا عليها، حتى لا تفسد كروم الكنيسة. ماذا يعني بقوله: "خذوا الثعالب" إلاَّ إدانة الهراطقة بسلطان القانون الإلهي، لنسرع ونقيدهم بشهادة الكتاب المقدس كما بقيود! لقد أمسك شمشون الثعالب ووضع مشاعل نار وسط أذيالهم بعد أن ربطهم اثنين اثنين. ماذا يعني رباط أذيال الثعالب؟ ما هي أذيال الهراطقة إلاّ ما بلغوه من نتائج هرطقتهم (كذيل لهم). هذه تربط، أي تقيد وتدان وتُلهب النار في أذيالها، إذ أفسدوا الثمار والأعمال الصالحة للذين سقطوا تحت خداعاتهم]. إذ أحرق شمشون مزارع الأعداء وضربهم حتى جعلهم قطعًا بلا ترتيب هرب إلى شق (كهف) في قمة صخرة بعيطم. "عيطم" كلمة عبرية تعني (مآوي للكواسر)، تقع على بعد حوالي ميلين جنوب غربي بيت لحم بأرض يهوذا. على أي الأحوال إن كنا مع شمشون نرفض كل فكر يفسد كنيسة الله، ونلهب ذيله بالنار ليحطم ثمر الشر ومملكة إبليس فإنه يليق بنا أن نهرب إلى الشق أو الجنب المطعون الذي للسيد المسيح الصخرة الحقيقية. لنذهب إلى عيطم، إلى (مآوي الكواسر)، فندخل في جراحات المسيح ونحتمي فيها! |
![]() |
|