يعلق القديس أغسطينوس على زواج شمشون من هذه المرأة الوثنية وإقامة الوليمة وتقديم أحجيته لأصحابه وكشف سرها للمرأة بقوله: [الزانية التي تزوجها شمشون هي الكنيسة التي كانت قد ارتكبت الزنى مع الأوثان قبل أن تتعرف على الله الواحد، هذه التي أتحد بها السيد المسيح بعد ذلك. على أي الأحوال إذ استنارت وقبلت منه الإيمان تأهلت لتعلم أسرار الخلاص منه، فقد كشف لها أسرار الخفيات السماوية. أما بخصوص السؤال الذي ضُمر في الكلمات: "من الآكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة" [14]، ماذا يعني هذا إلاَّ السيد المسيح نفسه القائم من الأموات؟! حقًا من الآكل أي من الموت الذي التهم كل شيء وابتلعه، جاء منه الطعام القائل: "أنا هو الخبز الذي نزل من السماء" (يو 6: 41). لقد اهتدى الأمم وقبلوا حلاوة الحياة من ذاك الذي حمل ظلم البشرية بمرارة، والذي قدمت له خلًا مرًا ومرارة ليشربها. هكذا خرج من فم الأسد الميت أي من موت السيد المسيح الذي ربض ونام كأسد دبرٌ من النحل، أي جماعة من المسيحيين. وعندما قال شمشون: "لو لم تحرثوا على عجلتي لما وجدتم أحجيتي" [18]، فإن هذه العجلة هي الكنيسة التي صارت لها أسرار إيماننا معلنة لها بواسطة رجلها. فبواسطة تعاليم الرسل والقديسين وخلال كرازتهم انتشرت أسرار الثالوث والقيامة والدينونة وملكوت السموات والوعد بالمكافأة بالحياة الأبدية إلى أقاصي الأرض]...