منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 07 - 2025, 01:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,341,640

تحت أحد الجسور المزدحمة في قلب نيودلهي، بالقرب من محطة مترو "يامونا بانك"، ينبض قلب رجل عادي بحلم استثنائي. رجل يُدعى راجيش كومار شارما، لم يكن يحمل لقب "معلم"، لكنه أصبح معلّمًا لأحلام مئات الأطفال الذين لم تمنحهم الحياة أي فرصة.
راجيش، بائع بقالة بسيط، اضطر لترك دراسته الجامعية يومًا ما بسبب الفقر. لم تكن له رفاهية الجلوس في قاعة محاضرات أو حمل كتب ثقيلة، لكنه حمل شيئًا أعظم: رغبة صادقة في ألا يُحرم أي طفل آخر مما حُرم هو منه.
في عام 2006، وتحديدًا أسفل جسر ميترو أنفاق نيودلهي، قرر راجيش أن يبدأ مدرسته المجانية. لم يكن معه مال، ولا مبنى، ولا مقاعد، فقط شغف في صدره، وطفلان جلسا أمامه في أول يوم على الأرض، يصغيان إليه بعيون جائعة للمعرفة.
ومن هناك، بدأت المعجزة. تحوّل رصيف خرساني إلى فصل دراسي مفتوح تحت الجسر. جدران المدرسة كانت أعمدة الجسر، والسبورة رُسمت بالطلاء على الحائط، والمقاعد كانت مجرد قطع من السجاد المفروش على التراب. واليوم، وبعد حوالي عقدين، صار أكثر من 300 طفل – تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 14 عامًا – يأتون كل يوم ليتعلموا في هذه المدرسة التي لا تشبه أي مدرسة أخرى.
يُدرّس راجيش بنفسه: الرياضيات، واللغة الإنجليزية، والهندية، والعلوم، والتاريخ، وحتى النظافة الشخصية. ينظم الدراسة على فترتين: الصباح للبنين، والعصر للبنات، حتى يضمن بيئة آمنة ومناسبة للجميع. وبرغم قلة الموارد، لا ينقص الأطفال شيء من الدعم؛ فهم يأتون بدفاترهم البسيطة، ويمنحهم راجيش الأدوات التي يحتاجونها – أقلامًا وممحاة ودفاتر – من ماله الخاص.
لكن الأجمل في القصة، أن راجيش لا يكتفي بما يقدمه تحت الجسر؛ بل يشجع طلابه على الالتحاق بالمدارس الحكومية القريبة، للحصول على الوجبات المجانية والكتب الرسمية، بينما يستمر هو في مساعدتهم على فهم المناهج ومتابعة دراستهم.
هذا الرجل، الذي طار حلمه تحت وطأة الفقر، قرر أن يصبح جسرًا يعبر عليه أطفال آخرون إلى مستقبل مختلف. لم يُمهّد لهم الطريق، لكنه منحهم أول خطوة.
مدرسة تحت الجسر؟ ربما تبدو كأنها قصة من الخيال... لكنها موجودة، وتنبض بالحياة، وبالإصرار، وبعشرات الحكايات الصغيرة التي يكتبها كل طفل هناك بقلمه، وبابتسامته، وبحلمه الذي لم يعد مستحيلًا بفضل رجل لم يتعلّم بما فيه الكفاية، لكنه علّم أكثر مما يمكن لجامعات أن تفعل.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ضاعف الذي اخذ الوزنتين في مدرسة الإنجيل ما تعلّمه في مدرسة الشَّريعة
حكم صادم لمدير مدرسة ووكيل مدرسة
مدير مدرسة يتحرش بمُعلمة داخل مدرسة»
جولة داخل مدرسة Le Rosey السويسرية أغلى مدرسة خاصة في العالم
سيدة تقتحم مدرسة بمطروح وتعتدى على مدرسة وأخصائية اجتماعية


الساعة الآن 04:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025