![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في صباح أحد الأيام بجامعة جورجيا غوينيت، كانت طالبة مجتهدة تستعد لحضور محاضرة بيولوجيا تمتد لثلاث ساعات، لكن عائقًا كبيرًا كاد يحرمها من الحضور: لم تجد من يرعى طفلها الرضيع. تواصلت مع أستاذتها، الدكتورة راماتا سيسوكو سيسيه، في الليلة السابقة تطلب الإذن بإحضار طفلها حتى لا تتخلف عن الدرس. فأجابت الدكتورة دون تردد: "أحضريه، وسنجد طريقة معًا." وفي صباح اليوم التالي، جلست الطالبة تحاول التوفيق بين التعلّم وحمل طفلها، لكنها لم تستطع التركيز أو حتى تدوين الملاحظات. عندها، تحركت غريزة الأم داخل الدكتورة سيسيه — وهي أم أيضًا وتنحدر من مالي حيث تُحمل الأمهات أطفالهن على ظهورهن بقطع قماش بسيطة. نظرت حولها، فوجدت معطفًا معمليًا نظيفًا، واستخدمته لتربط الرضيع الصغير على ظهرها بحنان، بينما أكمل الطفل نومه بسلام طوال المحاضرة. وعندما استيقظ في نهاية الحصة، جلست بهدوء في الصف الأول وأرضعته من زجاجة حليب، دون أن يُصدر الرضيع أي بكاء. قالت الدكتورة لاحقًا: "لم أرد أن تشعر هذه الطالبة أنها وحيدة. أردتها أن تركز على تعليمها دون قلق، ولو لساعة واحدة." وأضافت: "كأم، أعلم كم هو صعب أن توازن بين الأمومة والدراسة." ابنتها، آنا، نشرت صورة والدتها وهي تُدرّس والرضيع مربوط على ظهرها، وكتبت بفخر: "أمي قدوتي... علمت فصلًا كاملًا من ثلاث ساعات وهي تحمل طفل طالبتها على ظهرها وتطعمه لاحقًا. إنها الأم الإفريقية الحقيقية." الصورة سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم، وأثارت موجة من الإعجاب والتأثر عبر الإنترنت. علّق أحدهم قائلاً: "ليتنا نملك أساتذة مثلها في حياتنا." وآخر اقترح أن تُمنح جائزة أو ترقية. هي لم ترَ في الأمر بطولة، بل اعتبرته جزءًا من رسالتها التربوية والإنسانية، قائلة: "نفعل كل ما بوسعنا لنجعل الطالب ناجحًا. هذا هو جوهر التعليم." في زمن تكثر فيه الضغوط، تظهر مثل هذه القصص لتُذكرنا أن البطولة الحقيقية لا تحتاج إلى عباءة خارقة... بل يكفي معطف مختبر، وطفل نائم، وقلب رحيم. |
![]() |
|