![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في عام 2011، كانت مدينة نيجني نوفغورود الروسية تعيش على هدوءها المعتاد، مدينة جامعية حالمة على ضفاف الفولغا، لا شيء فيها يوحي بأن هناك رعبًا يقبع خلف جدران أحد منازلها المتواضعة. حتى جاء اليوم الذي دخل فيه الوالدان منزل ابنهما، ليتكشّف لهما ما لم يكن في حسبان شيطانٍ ولا مجنون. كان أناتولي موسكفين، المؤرخ المحترم، خبير اللغات القديمة، والمهووس بالفولكلور والجنائز، يُعتبر غريب الأطوار بعض الشيء، لكنه عبقري مثقف في عيون من حوله. رجل نحيل، بعينين تلمعان خلف نظارته، يُرى دائمًا وهو يتجول في المقابر، يُدون الملاحظات، يتحدث إلى الحجارة، ويُجري "مقابلات" مع الموتى... لم يزعج أحدًا، ولم يشكّ فيه أحد. حتى جاءت الصدمة. في داخل شقته، وبين أكوام الكتب القديمة والأثاث المغطى بالغبار، كانت هناك "دمى" — أو هكذا بدا الأمر في الوهلة الأولى. عشرات "الدمى" بملابس الأطفال الزاهية، بعضها جالس على الأرائك، بعضها ممدد في السرير، وبعضها وُضع بعناية داخل خزانة زجاجية ككنوز أثرية... لكن هذه لم تكن دمى. كانت ج*ثثًا حقيقية لفتيات صغيرات، تتراوح أعمارهن بين 3 و12 عامًا. كل واحدة منهن كانت محفوظة بعناية، كأن الزمن قد تجمد داخلها. موسكفين استخدم مزيجًا غريبًا من الملح، وصودا الخبز، والمواد الكيميائية المجففة للحفاظ على الجثث. ملأ أجسادهن بالقماش للحفاظ على الهيكل، وأغلق أعينهن بأزرار أو عيون دمى زجاجية ليمنحهن نظرة "حية". أدخل صناديق موسيقية في صدور بعضهن، فإذا تحركت، أصدرت لحنًا... لحن الموتى. لكن الرعب لم يتوقف هنا. موسكفين لم يكن يرى نفسه مجرمًا... بل كان يعتقد أنه مُنقذ الأرواح. قال في اعترافاته إنه كان "يتحدث إليهن"، يقرأ لهن القصص، يشاهد معهن الرسوم المتحركة، ويحتفل بأعياد ميلادهن. كان يزور المقابر في الليل، ينبش القبور، ويعيد "بناته" معه إلى الدفء، لأنه ظن أنهن "يشعرن بالوحدة" تحت التراب. ولم يكن يفعل ذلك عبثًا — بل كان يؤمن أنه سيُعيدهن إلى الحياة، عبر السحر، أو العلم، أو نوع من الطقوس القديمة التي تعلمها من أساطير وثنية. كان يعتبر نفسه "أبًا" روحيًا، يعيد بناء أسر مفككة بأشلاء الأطفال. عندما اكتشفت الشرطة الحقيقة، لم تصدق أعينها. ظنوا أنهم دخلوا مسرحًا للدمى، لكن الرائحة... كانت رائحة موت طويل الأمد. في التحقيق، بدا موسكفين هادئًا، بل فخورًا، كأنه تحدّث عن مشروع علمي ناجح. لم يبدِ أي ندم. فقط قال: "لم أقتل أحدًا. أنا أنقذهم. هم بناتي." تم تشخيصه بمرض الفصام بجنون العظمة، واعتُبر غير مؤهل للمحاكمة. أُرسل إلى مؤسسة نفسية، حيث لا يزال محتجزًا حتى اليوم. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
معظم الأمهات الجدد يشعرن بالقلق حول صحة أطفالهن |
النساء يشعرن بتعب الشغل أكثر من الرجال |
بالوحدة |
لا بأس بالوحدة |
عند الشعور بالوحدة |