![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في ليلة باردة من ليالي مايو 1987، غادر رجل كندي يُدعى كينيث باركس منزله الواقع في مدينة بيكرينغ، أونتاريو، دون أن يوقظ زوجته أو حتى يدرك ما يفعله. خرج من الباب بهدوء، استقل سيارته، وانطلق في ظلام الليل بسرعة ثابتة، قاطعًا 23 كيلومترًا نحو وجهة غامضة... منزل والدي زوجته. كل شيء كان يبدو طبيعيًا من الخارج، لكنه في الداخل، كان في حالة غريبة من اللاوعي. لم يكن مستيقظًا... ولم يكن يحلم. كان واقعًا في إحدى أندر الحالات الطبية في علم النفس والنوم، تُعرف باسم "السلوك التلقائي المعقّد أثناء النوم". عند وصوله إلى المنزل، دخل دون تردد. رفع أداة حديدية من المطبخ، وتوجّه إلى غرفة النوم، وهناك... ارتكبت المجزرة: هاجم حماته بوحشية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. ثم انقض على حماه وأصابه بجروح مروعة. ثم، وكأن شيئًا لم يكن، استدار بهدوء وغادر المكان والدماء تقطر من يديه، ليستقل سيارته مجددًا ويتجه مباشرة إلى قسم الشرطة. دخل مركز الشرطة في حالة ذهول، وجسده ينزف من جروح قطع الأوتار في يديه، ثم قال جملة خالدة: "أعتقد... أنني قتلت شخصًا ما... لا أعرف كيف... أنا لا أتذكر شيئًا..." لم يجد المحققون أي دافع للجريمة: لا كراهية، لا خلافات، ولا حتى ماضٍ عنيف. فكينيث كان شابًا هادئًا، يعمل بجد، ويعاني مؤخرًا من ضغو*ط نفسية وإرهاق شديد بسبب خسارته لوظيفته ومشاكل مادية. خضع لسلسلة من الفحوصات الدقيقة في مختبرات النوم، لتأتي النتيجة الصادمة: كان كينيث يعاني من اضطراب نادر يجعل العقل في نوم عميق بينما الجسد في يقظة تامة – فينفذ أفعال معقدة كقيادة السيارات أو حتى القتل... دون وعي، ودون ذاكرة! في عام 1989، وبعد محاكمة حبست أنفاس كندا والعالم، أصدرت المحكمة حكمها التاريخي: "كينيث باركس... بريء من تهمة القتل العمد، لكونه كان في حالة لاوعي تام." تحولت القضية إلى سابقة قانونية عالمية، تُدرَّس حتى يومنا هذا في كليات القانون والطب الشرعي، كنموذج نادر للتقاطع بين علم النفس، والنوم، والقانون الجنائي. هل كان نائمًا حقًا؟ أم اختبأ خلف ستار اللاوعي؟ رغم مرور عقود، لا يزال الجدل قائمًا: هل كان كينيث باركس ضحية اضطراب نادر، أم مجرمًا ذكيًا اختبأ خلف ستار مظلم اسمه "النوم". |
![]() |
|