![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في صباح من أيام الحر*ب العالمية الثانية، تحديدًا في 23 سبتمبر 1941، كانت أصوات المدافع تُدوّي فوق أرض إنجليزية تسمى Horsell Common، قرب لندن. وعلى بُعد أمتار من منطقة تدريب المد*فعية الكندية، وسط الشجيرات الكثيفة المبللة بالندى، كانت الحياة تُصارع المو*ت في جسدٍ صغير... رضيعة تئن وحدها بين الأشواك. تركتها والدتها، ربما خوفًا أو عجزًا أو يأسًا، في قلب شجيرة توت بري، مكبّلة بالحبل السري، شبه مي*تة، ترتجف من البرد، وتئن بصوت بالكاد يُسمع. لكن القدر كان له خطٌّ آخر... "ثلاثة جنود... ثلاثة قلوب لم تنسَ الإنسانية وسط نار الحرب" بينما كان الجنود الكنديون يؤدون مهامهم القتالية، سمع كل من: Gunner Robert C. Griffin Sergeant Ernest Curtis Gunner Alonzo J. Brackett صوتًا خافتًا يشبه أنينًا... فظنوا في البداية أنه حيوان صغير جر*يح. لكن حين اقتربوا، وجدوا مشهدًا يفطر القلب: رضيعة حديثة الولادة، ملفوفة في لا شيء سوى أوراق الشجيرات، أنفاسها متقطعة، وجهها مائل للزرقة، وجسدها الصغير على وشك أن يستسلم للمو*ت. لم يترددوا لحظة. قطع أحدهم الحبل السري بسك*ينه العسكرية. خلع آخر قميصه الأبيض ولفّ به جسدها ليمنحها الدفء. والثالث هرع للنداء والإبلاغ. لقد أنقذوا حياة روح بريئة... وتركوا أثرًا لا يُمحى في التاريخ. نُقلت الطفلة إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنها نجت بمعجزة. وبعد أيام، تبنّتها عائلة إنجليزية عطوفة، وأطلقوا عليها اسمًا جديدًا: ماري كراب Mary Crabb. كبرت ماري دون أن تعرف شيئًا عن قصتها. لم يخبرها أحد. عاشت حياة بسيطة في هارتفوردشاير، تزوجت، وأنجبت، ومضى بها العمر... دون أن تدري أنها كانت في يوم من الأيام بطلة معركة للبقاء على قيد الحياة. في عام 2018، بينما كانت تبلغ من العمر 79 عامًا، ظهرت فجأة صورة قديمة بالأبيض والأسود: ثلاث جنود كنديين يبتسمون، وفي أيديهم قماشة بيضاء، داخلها... رضيعة صغيرة جدًا. كانت تلك هي هي. عندما رأت الصورة لأول مرة، غمرت الدموع وجهها، وقالت بصوت مرتجف: "لقد أبكتني هذه الصورة... أنا مدينة لهم بحياتي." وفي العام التالي، التقت بابن أحد أولئك الجنود، هاري كيرتس، ابن الذي أنقذها ذات يوم. اللقاء كان إنسانيًا مؤ*لمًا ومليئًا بالامتنان، وكأنها عادت إلى رحم اللحظة التي بدأت فيها حياتها من جديد. قصة Mary Crabb ليست مجرد ذكرى إنسانية من زمن الحر*ب، بل درس خالد: أن حتى في أوقات الرصاص والموت تبقى الرحمة حيّة في قلوب البشر. وأن ثلاثة جنود، لا يحملون إلا السلا*ح، استطاعوا أن يصبحوا ملائكة حقيقيين على الأرض. وأن الحياة أحيانًا تبدأ من حيث يظن الناس أنها انتهت. هؤلاء الجنود الثلاثة لم ينقذوا طفلة فقط... بل أنقذوا قصة، وأحيوا أملًا، وتركوا للعالم درسًا في الإنسانية، يضجّ بالحياة حتى بعد رحيلهم. |
![]() |
|