منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 02:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,341,139

في صباح عيد الميلاد، يوم الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1929، كانت الأجواء في ولاية "نورث كارولينا" الأمريكية تعبق بالدفء العائلي رغم برودة الشتاء. الزينة تلمع في النوافذ، والأطفال يلهون في انتظار الهدايا، والبيوت تضجّ بضحكات العائلات وعبق الكعك الطازج.
في ذلك الصباح تحديدًا، اصطحب المزارع البسيط تشارلز ديفيس لوسون أسرته المكوّنة من زوجته وسبعة أبناء إلى استوديو تصوير محترف. كانوا جميعًا يرتدون أجمل ما لديهم. جلسوا وتوزعوا أمام عدسة المصوّر، وابتسموا لتوثيق لحظة عائلية مميزة.
لكن لم يكن أحد يعلم أن تلك الصورة ستكون الصورة الأخيرة… صورة لعائلة على وشك أن تُمحى بالكامل.
بعد التصوير بساعات، وبينما كانت زوجته تعدّ كعكة للاحتفال، حمل تشارلز بند*قيته، وتوجه إلى الحديقة حيث كانت ابنتاه "كاري" (12 عامًا) و"ماري" (17 عامًا) عائدتين إلى المنزل. أط*لق النار عليهما وقت*لهما بد*م بارد.
ثم عاد إلى البيت… وهناك بدأ الجحيم.
أط*لق النار على زوجته "فاني"، ثم ق*تل أطفاله الصغار الثلاثة، واحدًا تلو الآخر:
جيمس (4 سنوات)، ريموند (2 سنة)، وماري لو، الطفلة الرضيعة… لم يط*لق النار عليها، بل رفعها وضر*بها بالأرض حتى تح*طّمت جمج*مته.
وبعد أن قت*ل عائلته بأكملها، خرج تشارلز إلى الغابة المجاورة، جلس تحت شجرة، وكتب ملاحظة قصيرة، ثم أط*لق النار على نفسه.
الناجي الوحيد من هذه المج*زرة كان الابن الأكبر آرثر، الذي كان خارج المنزل بناءً على مهمة كلفه بها والده صباح ذلك اليوم — وهي مهمة غريبة، لكنها كانت كفيلة بإنقاذ حياته.
عاد آرثر إلى المنزل ليجد كل أفراد أسرته مقت*ولين، والبيت الذي كان يضجّ صباحًا بالحياة، قد خيّم عليه الصمت والمو*ت والذهول.
لكن… لماذا؟
حتى اليوم، لا تزال دوافع هذه المج*زرة مجهولة. كثرت النظريات، منها:
أن تشارلز كان يعاني من اضط*راب نفسي شديد أو اكتئاب حاد.
أن هناك علاقة غير شرعية جمعته بابنته الكبرى "ماري"، وأنها كانت تهدده بفضح الأمر.
أو أنه ببساطة انهار تحت ضغط الحياة والخوف من الفقر أو المر*ض.
المنزل الذي وقعت فيه الجر*يمة تحوّل إلى متحف شعبي، والكيكة التي كانت الأم تُعدّها بقيت محفوظة في وعاء زجاجي، شاهدة على لحظة توقفت فيها الحياة.
أما الابن "آرثر"، فقد حمل طوال حياته وزر الذكرى. لم يتحدث كثيرًا عمّا رآه، لكنه عاش وحيدًا، وما*ت في حادث دراجة نارية عام 1945، ولم يتجاوز الثلاثين.
هذه القصة ليست فقط عن جر*يمة، بل عن تعقيد النفس البشرية، عن هشاشة الروح، وعن و*جع لا يُقال.
قد ترى شخصًا متماسكًا من الخارج، مبتسمًا، حاضرًا بين الناس… لكنه في داخله ينك*سر بصمت.
فإن لم تكن قادرًا على أن تكون عونًا للناس… فلا تكن عبئًا عليهم.
الكلمة الطيبة، والاحتواء، والاهتمام، قد تنقذ قلبًا من الانف*جار… وقد تؤخر كار*ثة قبل أن تبدأ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكلمة الطيبة هى
الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة
مثل الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة اصلها ثابت


الساعة الآن 06:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025