![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت طفلة في الثانية عشرة من عمرها فقط، مستع*بدة، مرهقة، لكن قلبها كان لا يعرف الخوف. اسمها هارييت توبمان، وبدأت أسطورتها من لحظة و*جع. في أحد أيام العبو*دية القا*سية، حاول المُشرف الإمساك بأحد العب*يد الفارين. نادى على هارييت لتساعده. لكنها، بعكس ما توقع، وقفت في طريقه، جسد صغير أمام رجل غاضب. حاولت أن تمنح الع*بد الهارب بضع ثوانٍ للنجاة. فما كان منه إلا أن أمسك بثقل حديدي وألقاه بقوة. أخطأ الهدف… لكن الثقل أصا*ب هارييت في رأسها مباشرة. سق*طت مغشيًا عليها، تنز*ف من جر*ح عميق في جبهتها. وظن الجميع أنها لن تقوم. لكنها عادت للحياة. جسدها لم يعد كما كان: صارت تعاني من نوبات فق*دان وعي، وصداع مستمر، ونوبات صر*ع. لكنها لم تتوقف، لم تتراجع. كانت تلك الإصابة بداية رحلة غير عادية. مرت السنوات، وعندما بلغت السابعة والعشرين، قررت أن تتحرر. هرب إخوتها من الخوف، أما هي فسارت وحدها. مشيت 90 ميلًا، ما يعادل 145 كيلومترًا، في الظلام، بين المستنقعات والغابات، بلا خريطة، بلا دليل… سوى الأمل. وصلت إلى الحرية. وكان يمكن أن تنتهي قصتها هناك، لكنها اختارت الطريق الأصعب. عادت من جديد، لا مرة ولا مرتين، بل 13 مرة. خاضت كل رحلة كأنها مغامرة حياة أو مو*ت، وأنقذت خلالها أكثر من 70 شخصًا. لم يُقب*ض على أيٍّ منهم. كانت تضع مسد*سًا في ملابسها، لا فقط لتحميهم من الخط*ر، بل أيضًا لتمنعهم من التراجع حين ين*هار الخوف داخلهم. لأن العودة كانت تعني الإعد*ام. قالت بشجاعة: "لم أُخرج قطاري عن المسار أبدًا." هارييت لم تكن طويلة، بالكاد بلغ طولها 150 سم، لكن مكانتها في التاريخ تقف شامخة كالجبال. عاشت سنواتها تلاحق الحلم وتك*سر القيود، حتى رحلت عن هذا العالم في عمر 91 عامًا، بعد أن تركت خلفها إرثًا من الحرية، والشجاعة، والإيمان العميق بأن الإنسان لا يولد ليُستع*بد. هارييت توبمان… الفتاة التي أصيبت في رأسها فاستيقظ فيها قلب لا يُهزم. |
![]() |
|