قدَّم الرب نفسه مثالاً لِمَا أوصى به لكي نتبع خطواته (1بط 2: 21). فهو صاحب رسالة كلَّفته بأن يُخلي نفسه من مجده وينزل إلى البشر آخذاً صورة عبد مثلهم (في 2: 7). وجال بينهم يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلِّط عليهم إبليس (أع 10: 38). وجال منادياً للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، ومُرسلاً المنسحقين في الحرية (إش 61: 1؛ لو 4: 18). وهو لم يعرف الراحة بل ظل يعمل كأبيه الصالح (يو 5: 17)، وكانت كلماته خلاصاً للخطاة وعزاء للمتعبين، وتبكيتاً للمتصلفين والمرائين والمعلِّمين الكَذَبَة. وفي كل ما عمل وتكلَّم{لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر} (1بط 2: 22)، وألزم نفسه بكل ما علَّم به. فعاش متجرِّداً بلا كيس ولا مزود (لو 10: 4؛ 22: 35)، ولم يكن له أين يسند رأسه (مت 8: 20؛ لو 9: 58). وهو قد أحب الجميع ومن أجل خلاصهم مضى إلى الصلب، ولم يسْعَ لإنقاذ نفسه بل أطاع حتى الموت (في 2: 8). فالمسيح هو لكل المؤمنين مثال المحبة، والبذل والعطاء، والتجرُّد، والاتضاع، والخدمة، والاحتمال، والجهاد، والغفران والتسامح، والطهارة.