![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() حتَّى الغُبارُ العالِقُ بِأَقدامِنا مِن مَدينَتِكم نَنفُضُه لَكم. ولكِنِ اعلَموا بِأَنَّ مَلكوتَ اللهِ قدِ اقتَرَب تُشِيرُ عِبَارَةُ: "الغُبَارُ الْعَالِقُ بِأَقْدَامِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ" إِلَى تَعْلِيمٍ وَاضِحٍ مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لِتَلَامِيذِهِ، يُوَجِّهُهُمْ فِيهِ إِلَى الْخُرُوجِ مِنْ أَيِّ بَيْتٍ أَوْ مَدِينَةٍ تَرْفُضُ اسْتِقْبَالَهُمْ أَوْ قُبُولَ بَشَارَتِهِمْ. وَهَذَا الْفِعْلُ لَمْ يَكُنْ غَرِيبًا عَنْ تَقَالِيدِ الشَّرْقِ الْقَدِيمِ، إِذْ لَا تَزَالُ هَذِهِ الْعَادَةُ قَائِمَةً حَتَّى الْيَوْمِ، حَيْثُ يَقُومُ الْخَارِجُ مِنْ مَكَانٍ لَمْ يُفْلِحْ فِيهِ بِمُهِمَّتِهِ أَوْ مَشْرُوعِهِ بِنَفْضِ غُبَارِ قَدَمَيْهِ، كَعَلَامَةٍ عَلَى الْقَطِيعَةِ أَوِ الْفَشَلِ أَوْ إِنْهَاءِ الْعَلَاقَةِ. وَهُنَا، لَا يَكُونُ نَفْضُ الْغُبَارِ لِأَجْلِ النَّظَافَةِ، بَلْ هُوَ فِعْلٌ رَمْزِيٌّ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْمُرْسَلَ يَتَخَلَّى حَتَّى عَنْ أَصْغَرِ ذَرَّةٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ، وَلَا يَحْمِلُ مَعَهُ شَيْئًا مِنْهُ، لَا مَادِّيًّا وَلَا رُوحِيًّا. فَالْيَهُودِيُّ فِي الزَّمَنِ الْقَدِيمِ كَانَ يَنْفُضُ غُبَارَ حِذَائِهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ أَرْضٍ وَثَنِيَّةٍ، لِيُعَبِّرَ عَنْ تَطْهِيرِ ذَاتِهِ مِنْ أَثَرِ الْوَثَنِيَّةِ. وَهَكَذَا، فَإِنَّ التِّلْمِيذَ يَنْفُضُ الْغُبَارَ أَمَامَ الْمَدِينَةِ الرَّافِضَةِ لِلْمَلَكُوتِ كَعَلَامَةٍ عَلَى دَيْنُونَتِهَا الْمُنْتَظَرَةِ بِسَبَبِ رَفْضِهَا بَشَارَةَ الْخَلَاصِ. تُشِيرُ كَلِمَةُ "الغُبَار" إِلَى الذَّرَّاتِ الصَّغِيرَةِ وَالدَّقِيقَةِ جِدًّا مِنَ التُّرَابِ أَوِ الْأَوْسَاخِ، الَّتِي تَتَطَايَرُ فِي الْهَوَاءِ وَتَعْلَقُ بِالأَرْجُلِ أَوِ الْأَجْسَامِ الصَّلْبَةِ. وَاسْتِخْدَامُهَا هُنَا يُبْرِزُ دِقَّةَ الْعَلَامَةِ الرَّمْزِيَّةِ: حَتَّى مَا لَا يُرَى يُرْفَضُ، لِأَنَّ الْمَدِينَةَ رَفَضَتِ الْحَقَّ. |
![]() |
|