ولِدَت تاودوسيا في مدينة صور اللبنانيّة في القرن الثالث. ومنذ طفولتها، عرفَت كيف تَحفر في عمق كيانها محبّة المسيح، فتميّزَت برفضها لقشور هذا العالم وأباطيله. وحين بلغت الثامنة عشرة من عمرها، ذهبت إلى فلسطين من أجل المشاركة في احتفال عيد الفصح. ولكن في تلك الأيّام، أي العام 307 في عهد الحاكمَيْن ديوكلتيانوس ومكسيميانوس، كانت نيران اضطهاد المسيحيين قد اشتدّت.
ولمّا وصلت تاودوسيا إلى فلسطين، وقع نظرها على مشهد اعتقال عدد كبير من المعترفين بالربّ يسوع. عندئذٍ، انهمرت دموعها بغزارة، وركضت مسرعة بشجاعة صوبهم، وألقت عليهم سلام المسيح. وحضّتهم على الثبات في إيمانهم الحقّ والصلاة من أجلها.
في تلك اللحظات عَلِمَ الحاكم أوربانوس أنّها مسيحيّة، فقبض عليها. وأمرها بالسجود للأوثان، ولكنّ تاودوسيا رفضت تنفيذ رغبته بكلّ جرأة، مُعلنةً إيمانها الراسخ بالمسيح.