![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() 1 وبَعدَ ذلِكَ، أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذاً آخَرين، وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه "اثنَينِ اثنَينِ" فتُشيرُ إلى إرسالِ التَّلاميذِ زَوجًا زَوجًا، وذلك لِغايَتَينِ رَئيسيَّتينِ: لِتشديدِ بَعضِهم البَعضَ ودَعمِ أحدِهم للآخَر، كما جاءَ في إنجيلِ مرقس 6: 7: "وأخَذَ يَرسِلُهمُ اثنَينِ اثنَين"، وفي إنجيلِ لوقا 9: 1-6، حيثُ أَرسَلَ يسوعُ الرُّسُلَ الاثنَي عَشَرَ أيضًا على هَذا النَّحوِ.وهكذا فَعَلَت الكنيسةُ الأولى، كما نَقرأ في أعمالِ الرُّسُل 13: 2، عندما أَفرَزَ الرُّوحُ القُدُسُ برنابا وشاوُل معًا للعملِ الرَّسوليّ. ويُؤيِّدُ هذا التوجُّه ما جاءَ في سِفرِ الجامعة (4: 9–10): "إثْنانِ خَيرٌ مِن واحِد، لأَنَّ لَهما خَيرَ جَزاءٍ عن تَعَبِهما. إِذا سَقَطَ أَحَدُهُما أَنهَضَه صاحِبُه، والوَيلُ لِمَن هو وَحدَه فسَقَط، إِذْ لَيسَ هُناكَ آخَر يُنهِضُه". ويُعلِّق القدّيس أوغسطينوس على هذه العِبارةِ قائلًا "إنَّ الرَّقم اثنَين يُشيرُ إلى المحبَّةِ للهِ والقريب، وكأنَّ إرساليَّةَ التلاميذِ لم تَكُن كَرازةَ كلامٍ ووعظٍ فقط، بَل كانت كرازةَ مَحبَّةٍ وشَرِكةٍ مع اللهِ والنَّاس." يُعَبِّرُ هٰذَا النَّصُّ عَنِ البُعْدِ الجَمَاعِيِّ فِي الرِّسَالَةِ، حَيْثُ لَا يُرْسِلُ يَسُوعُ أَحَدًا مُنْفَرِدًا، بَلْ دَائِمًا فِي شَرِكَةٍ، لِيُظْهِرَ أَنَّ البِشَارَةَ لَا تُعْلَنُ بِالكَلَامِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ عَيْشِ المَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ. ويعلق القِدِّيسِ يُوحَنَّا الذَّهَبِيِّ الفَمِ: "لَيْسَ شَيْءٌ يُغْضِبُ ٱلشَّيْطَانَ مِثْلَ ٱتِّحَادِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْمَحَبَّةِ. فَإِنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّ قُوَّتَهُمْ فِي وَحْدَتِهِمْ، وَضَعْفَهُمْ فِي ٱنْقِسَامِهِمْ. لِذٰلِكَ أَرْسَلَهُمُ ٱلسَّيِّدُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ، لِيَكُونُوا شُهَدَاءَ مُتَبَادَلِينَ لِلْمَحَبَّةِ، وَيَكُونَ كَلَامُهُمْ أَكْثَرَ تَأْثِيرًا، لِأَنَّهُ صَادِرٌ مِنْ شَرِكَةٍ حَيَّةٍ" (عِظَةٌ عَلَى إِنْجِيلِ لُوقَا، تَفْسِيرٌ لِـلُوقَا 10: 1). |
![]() |
|