"أَقامَ الرَّبُّ"، فهي في الأصلِ اليونانيِّ ἀναδείκνυμι، وتَعني "عَيَّنَ" أو "أَظهرَ وأَرسلَ"، ما يُظهِرُ أنَّ الرَّبَّ يَسوعَ هو الَّذي يُبادِرُ بِالدَّعوةِ إلى الخِدمة، كما يُؤكِّدُ ذلك كاتِبُ الرِّسالةِ إلى العِبرانيِّين: "وما مِن أَحَدٍ يَتَوَلَّى بِنَفْسِه هذا المَقام، بل مَن دَعاهُ اللهُ" (عبرانيين 5: 4). وفي هذا العددِ من المُرسَلينَ، يرى العديدُ من الآباءِ واللاهوتيّينَ إشارةً إلى دَورِ العَلمانيِّينَ في الرِّسالة. فقد أكَّد المجمعُ الفاتيكانيُّ الثَّاني هذا الأمر، إذ جاءَ في قرارهِ "رسالةُ العَلمانيين" (عدد 2): "وُجِدَت الكنيسة لكي يمتدّ ملكوت المسيح على الأرض لمجد الله الآب: إنّها تُشرِكُ جميعَ الناس في ثمار الفداء والخلاص، وبهم يتوجّهُ العالم كلّه نحو الرّب يسوع المسيح. ويُعدُّ عملاً رسوليًّا كلُّ نشاطٍ يقومُ به الجسد السريّ، ويهدفُ إلى هذا الغرض."