![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() 1 وبَعدَ ذلِكَ، أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذاً آخَرين، وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه تُشيرُ عِبارةُ "بَعدَ ذلِكَ" إلى ما تَلَا تَركَ يَسوعَ الجَليلَ نِهائيًّا، وبَعدَ الإرساليَّةِ الأُولى لِلرُّسُلِ الاثنَي عَشَرَ والحَوادثِ الوارِدةِ في الفَصلِ السَّابِقِ (لوقا 9: 1–50). أَمَّا عِبارةُ "أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسَبعينَ تِلميذًا آخَرينَ" فَتُشيرُ إلى زيادَة عَددِ المُرسَلينَ، مِن ١٢ رَسولًا (لوقا 9: 1) إلى 72 تِلميذًا، نظرًا لِاتِّساعِ حقلِ الرِّسالةِ في بيريَّة. بيريَّة، في الأصلِ اليونانيِّ: πέραν τοῦ Ἰορδάνου (مَعناها: "عَبرَ الأردنّ")، تُشيرُ إلى الأرضِ الواقِعةِ شَرقَ نهرِ الأردنِّ وبَحرِ طَبرِيَّة، والمُشتَمِلةِ على بلادِ باشان وجِلعاد، أي أراضي رَأوبين وجاد ونِصفِ سِبطِ مَنَسَّى، ما يعني أنَّ المَبشَّرينَ يُرسَلونَ لِليَهودِ والوَثَنِيّينَ السَّاكنينَ مَعًا في تِلكَ المَنطِقةِ، كما أنَّ الوقتَ الباقيَ لِلتَّبشيرِ كانَ قَصيرًا، ما استَدعى اتِّساعَ دَائِرَةِ الرِّسالةِ. ويَحمِلُ عددُ الاثنين والسَّبعين دَلالاتٍ رمزيَّةً عَميقَة، فهو يَرمزُ إلى شُعوبِ الأرضِ كافَّةً، كما وَرَدَ في سِفرِ التَّكوين (الفصل 10). وتَذكرُ بَعضُ المَخطوطاتِ "سَبعينَ"، وَفقًا للنَّصِّ العِبريِّ، وأُخرى "اثنَينِ وسَبعينَ"، وَفقًا لِلتَّرجمةِ السَّبعينيَّةِ، وهُما قِراءتانِ مُتَّفِقتانِ مِن حيثُ الرَّمزِ: أي الأُممِ جميعًا. ولأنَّ لوقا يَكتُب إنجيلَه لليونانِ والأُمَمِ، فقد اتَّبعَ النَّصَّ اليونانيَّ الذي يَزيدُ اسميَنِ على القائمَةِ في التَّكوين لِلدَّلالةِ على العالَمِ كُلِّه. إنَّ هذه الإرساليَّةَ تُعَدُّ صُورةً رمزيَّةً مُسبَقَةً عن انطِلاقِ الرِّسالةِ الشَّامِلةِ، الَّتي لا تُقصَرُ على اليَهودِ، بل تَشمَلُ الأُمَمَ كافَّةً. ويُشيرُ العددُ كذلك إلى السبعينَ شيخًا الذين اختارهم موسى لمُساعدتهِ في قيادةِ الشَّعبِ (عدد 11: 16–25)، أو إلى السَّبعينَ نَخلةً في إيليم (خروج 15: 27)، أو إلى السَّبعينَ عضوًا في السنهدرين، أي مجمَعِ حُكماءِ اليَهود. |
![]() |
|