إذ أدرك أهل شكيم فشل خطتهم حاولوا استرضاء أبيمالك فطردوا جعلًا ورجاله، وخرجوا إلى الحقل يخبرون أبيمالك بعملهم هذا، لكنه إذ عرف غدرهم قسّم رجاله إلى ثلاث فرق. اقتحم هو وفرقته مدخل باب المدينة وقامت الفرقتان بقتل كل من في الحقول... ثم دخل وقتل الشعب وهدمها وزرعها ملحًا. عبارة "زرعها ملحا" لا يعني أنه ألقى ملحًا في الأراضي الزراعية ليفسدها وإنما كناية كانت تستخدم للتعبير عن الخراب الذي يحل ببلد ليبقى زمانًا طويلًا بلا علاج.
سمع أهل البرج بما حدث في المدينة فلجأوا إلى صرح (حصن) بيت إيل بريث، يحتمون بالبرج كحصن مادي وبالآلهة الوثنية... لكن أبيمالك صعد برجاله إلى جبل صلمون؛ يرى البعض أنه جبل سليمان وهو جزء من جبل الجرزيم في جنوبه، ويرى آخرون أنه جبل السلامية أو جبل عيبال. وقد سُمِّيَ "صلمون" بسبب الأشجار التي تظلله، لأن "صلمون" تعني (ظليل).
حمل الملك فأسًا وقطع غصن شجرة، ففعل رجاله مثله، ووضعوا الأغصان على الصرح وأحرقوه بمن فيه فمات جميع أهل شكيم نحو ألف رجل وامرأة [49]. وكأنه قد تحقق مثل يوثام حرفيًا، إذ خرج من العوسج نار والتهمت أشجار الأرز [15، 20].