![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() موقف سكوت وفنائيل: 4 وَجَاءَ جِدْعُونُ إِلَى الأُرْدُنِّ وَعَبَرَ هُوَ وَالثَّلاَثُ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ مُعْيِينَ وَمُطَارِدِينَ. 5 فَقَالَ لأَهْلِ سُكُّوتَ: «أَعْطُوا أَرْغِفَةَ خُبْزٍ لِلْقَوْمِ الَّذِينَ مَعِي لأَنَّهُمْ مُعْيُونَ، وَأَنَا سَاعٍ وَرَاءَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ». 6 فَقَالَ رُؤَسَاءُ سُكُّوتَ: «هَلْ أَيْدِي زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِكَ الآنَ حَتَّى نُعْطِيَ جُنْدَكَ خُبْزًا؟» 7 فَقَالَ جِدْعُونُ: «لِذلِكَ عِنْدَمَا يَدْفَعُ الرَّبُّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِي أَدْرُسُ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ الْبَرِّيَّةِ بِالنَّوَارِجِ». 8 وَصَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى فَنُوئِيلَ وَكَلَّمَهُمْ هكَذَا. فَأَجَابَهُ أَهْلُ فَنُوئِيلَ كَمَا أَجَابَ أَهْلُ سُكُّوتَ، 9 فَكَلَّمَ أَيْضًا أَهْلَ فَنُوئِيلَ قَائِلًا: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلاَمٍ أَهْدِمُ هذَا الْبُرْجَ». إذ لاحق الإعياء رجال جدعون خلال مطاردتهم للمديانيين، سأل جدعون أهل سكوت أمرًا لا يكلفهم شيئًا ألاَّ وهو القليل من الخبز لهؤلاء الرجال القليلين الذين يحاربون العدو لحساب كل الجماعة، خاصة وأنهم لم يتوقفوا عن الجهاد بل هم سائرون للإتيان برأسي ملكي مديان زبح وصلمناع. كان يليق بأهل سكوت أن يحاربوا مع جدعون للتحرر من عبودية المديانيين فإذ لم يكن لديهم الإيمان الكافي لهذا العمل فلا أقل من تقديم الخبز له ولجنوده. هؤلاء كانوا أكثر سوءًا من رجال أفرايم لأنهم باردون في مشاعرهم، مستسلمون للعبودية، ومثبطون لهمم العاملين، فكانوا أخطر من الأعداء أنفسهم. لم يتوقفوا عند عدم العطاء وإنما في سخرية حاولوا تثبيط هممهم بقول رؤسائهم له: "هل أيدي زبح وصلمناع بيدك الآن حتى نعطي جندك خبزا؟!" [6]. "سكوت" تعني (مظالًا)، وهو موضع شرقي الأردن وشمال يبوق، موقعه الآن تل أخصاص غربي دير علة بالقرب من اليبوق (نهر الزرقاء) على بعد 4 أميال شرقي الأردن. وقد حملت اسمه "سكوت" بعد أن أقام يعقوب فيه مظلات له ولبنيه ولمواشيه (تك 33: 17)، وهو من نصيب سبط جاد. اضطر جدعون أن يهدد أهل سكوت، قائلًا: "لذلك عندما يدفع الرب زبح وصلمناع بيدي أدرس لحمكم مع أشواك البرية بالنوارج" [7]. بدا جدعون المتضع للغاية أمام الله (قض 6: 15) وأمام رجال أفرايم حازمًا للغاية بل وعنيفًا مع أهل سكوت، إذ يود أن يعريهم ليغطي لحمهم بالأشواك ويدوس عليهم بالنوارج لعله كقاضي لإسرائيل رأى من واجبه تأديب هؤلاء القوم بعنف فارزًا التبن عن الحنطة بنوارج التأديب حتى لا تحل اللعنة بالشعب كله. لو كان أهل سكوت حنطة لمجدتهم النوارج إذ تفرز الحنطة عن التبن، ولكن لأنهم أشواك تحطمهم النوارج وتجمعهم للحرق. الحنطة لا تخاف النورج بل تنتظره بفرح أما الشوك والتبن فيرهبانه ! ما هدد به جدعون لا يمس أهل سكوت وحدهم بل يلحق بكل إنسان يحمل في داخله لحمًا، وينبع في أرضه الداخلية أشواك اللعنة، بمعنى آخر يسقط تحت نورج جدعون المهلك من كان يعيش جسديًا (لحميًا) بفكره وقلبه وحياته، حاملًا أشواك لعنة الخطية فيه، أما من يسلك بالروح ويكون له الثمر السماوي فلا تستطيع النوارج أن تؤذيه بل بالحري تمجده. لينزع الرب عنا فكرنا اللحمي وليحرق فينا أشواك الخطية الخانقة للنفس ليحطم فينا كل ما هو غريب بنورجه (صليبه) المقدس لكي نحيا بالحق كروحيين نسكن في السماويات. وما فعله أهل سكوت بجدعون فعله أيضًا أهل فنوئيل، فأجابهم جدعون: "عند رجوعي بسلام أهدم هذا البرج" [9]. كلمة "فنوئيل" تعني (وجه الله)، وهو مخيّم شرقي الأردن، شرق سكوت، فيه نظر يعقوب الله وجهًا لوجه (تك 32: 30)؛ وقد كان يليق بناظري وجه الله أن ينزلوا مع جدعون ليحاربوا المديانيين، لكنهم احتموا في برج مدينتهم أثناء المعركة، وعندما انتهت رفضوا تقيم الخبز لجدعون ورجاله. إنهم يمثلون الإنسان الذي نال خبرة روحية مع الرب إلى حين، كمن رآه وجهًا لوجه، لكنه يرفض الجهاد الروحي متكلًا على بره الذاتي (برجه)... لهذا يستحق هدم هذه الذات حتى يرجع إلى الرب برجه الحقيقي الحصين. بمعنى آخر إن كان أهل سكوت يمثلون الإنسان الجسداني الذي يستحق تحطيم لحمه وكسر أشواك شهواته الجسدية فإن أهل فنوئيل يمثلون الإنسان الذي له سمة الروح الخارجية لكنه متقوقع حول ذاته "الأناEGO ". الأول مصاب بالضربات الشمالية أي خطايا الجسد، والثاني بالضربات اليمينية أي البر الذاتي. الأول يحتاج إلى نورج جدعون أي صليب الرب لتحطيم شهوات جسده وصلبها والثاني يحتاج إلى آلات جدعون (صليبه) لتحطيم برجه الذاتي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سكوت النفس و سكوت العقل و سكوت الروح |
سكوت أرض الخوف |
موقف التلميذ تجاه نفسه هو موقف نكران الذات |
آدم سكوت |
موقف الحياد هو موقف العاجز |