منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 07:31 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 381,203

ولم يقتصر العطاء في حياة القديسين علي العطاء المادي
بل إمتد ليشمل الوقت والجهد ايضاً..
ومن أبرز أمثلة عطاء الوقت والجهد القديسة فيرينا
، تلك الفتاة الصعيدية النبيلة، التي تركت موطنها
ورافقت الكتيبة الطيبية في إحدى إرسالياتها إلى أوروبا..
وهناك، استقرّت في سويسرا،
ووهبت حياتها لخدمة الفقراء والفلاحين في القرى الجبلية.
. فكرّست كل وقتها وجهدها لأعمال الرحمة،
وكانت تجول بين الناس، تعلّمهم النظافة الشخصية
، وتعتني بالمرضى والمحتاجين، فكان عطاؤها اليومي
هو وقتها وجهدها.
.

كذلك نري الأرشيدياكون حبيب جرجس
الذي كان شعلة لا تنطفئ في ميدان التعليم والخدمة
، قدّم وقته وجهده وحياته كلها من أجل نهضة الكنيسة القبطية روحياً وتعليمياً..فهو لم يكن فقط مؤسس مدارس الأحد
، بل كان يجوب الأحياء ويزور الكنائس بنفسه ليُعلّم الأطفال
ويقوّي الخدام، واضعًا في قلبه أن خلاص النفس
هو أثمن ما في الوجود..

لم يقتصر عطاؤه على التعليم النظري، بل عاش ما علّمه،
وكانت خدمته متواصلة لا تعرف الكلل.
. كتب، وألّف، ووعظ، وجاهد
، حتى صار اسمه مرتبطًا بالنهضة الروحية الحديثة في الكنيسة..
فقد أعطى من عمره وأعصابه وراحته
، فأثمرت حياته ثمارًا لا تزال تغذّي أجيالًا متعاقبة..


وثمة نوع اخر من العطاء هو عطاء المعرفة والتعليم
وهنا يبرز القديس أثناسيوس الرسولي، الذي كرّس حياته كلها للدفاع عن الإيمان القويم في وجه الهرطقة الأريوسية
، فصارت كتاباته حائط الصد الأول عن لاهوت المسيح في أصعب عصور الكنيسة..

وكذلك القديس كيرلس الكبير
، الذي وقف بكل قوته ضد النسطورية،
وسخّر فكره وقلمه ليحفظ وحدة الطبيعة في شخص المسيح، فكان أبًا ومعلمًا ومسؤولًا عن صياغة تعاليم لا تزال تُتلى في الكنيسة
حتى يومنا هذا..
وقد أعطى هؤلاء القديسون الكنيسة من وقتهم وجهدهم وفكرهم،
فبقيت تعاليمهم وتفاسيرهم كنزًا حيًّا تغتذي منه الأجيال
، وكأنهم ما زالوا بيننا..

وفي هذا السياق لا ننسي أيضًا القديس يوحنا ذهبي الفم،
الذي لم يكن مجرد كارز بالإنجيل وواعظاً مفوهاً،
بل كان ناسكاً متقشفاً، ومحباً للأرامل والعذارى والفقراء..
ولم يتردد في مواجهة الظلم،
إذ وبّخ الإمبراطورة أفدوكسيا على محبّتها للمال
واغتصابها حقوق البسطاء،
حتى أنه منعها من دخول الكنيسة،
فنال بسبب موقفه هذا اضطهادات كثيرة
، لكنه ظلّ أمينًا لكلمة الحق حتى النفس الأخير..


و كذلك الحب والاحتواء يُعد أحد أنواع العطاء ..
وقد تجلّى هذا النوع بوضوح في حياة أبينا القمص ميخائيل إبراهيم،
الذي كان مرشدًا لكثيرين، وقاد النفوس التائهة بمحبة الأب وحنان الراعي.. وهو الذي قَبِل اعترافات مجدي يسي
، الملقّب بـ"سارق الملكوت"،
وأحاطه بمحبّة أرجعته إلى حضن الله، فصار مثالًا حيًّا
على كيف يمكن للاحتواء أن يصنع معجزة التوبة..

وكذلك أبونا بشوي كامل، الذي كان بحقّ حضن الكنيسة في جيله..
كان ملجأً للمتألّمين، وسندًا للضعفاء،
ونبعًا من المحبة التي ردّت الكثيرين إلى حظيرة الإيمان.
. كانت كلماته مشبعة بالنعمة، وابتسامته علاجًا للقلوب الجريحة
، فكان عطاءه اليومي هو الحب الذي لا يُشترى،
بل يُولد من امتلاء القلب بالله..

وهناك نوعٍ من العطاء، لا يُرى بالعين،
لكنه يصل إلى السماء خيث عرش الله،
وهو عطاء الصلاة من أجل الآخرين..
نرى هذا العطاء في القديسة مونيكا،
التي لم تفتر يومًا عن الصلاة من أجل ابنها أغسطينوس
، رغم ضياعه الطويل، حتى لُقِّب بـ"ابن الدموع"
، لأن دموعها وصراخ قلبها كانت الوسيلة التي أعادته إلى حضن الله،
فصار من أعظم قديسي ومُعلمي الكنيسة..


وهذا النوع من العطاء نلمسه في آبائنا الرهبان في الأديرة
، الذين تركوا العالم ليصيروا قلوبًا نابضة بالصلاة من أجلنا..
ففي سيرة الأنبا بولا أول السواح،
نجد أنه على الرغم من عزلته الكاملة عن البشر،
إلا أن صلاته كانت تملأ الأرض بركة،
حتى إن المطر كان ينزل في ميعاده، وتعطي الأرض خيرها بصلاته..

ولا يقتصر هذا العطاء على الأرض، بل يمتد إلى السماء،
حيث المنتقلون الأبرار يرفعون صلوات عنا،
والملائكة يشفعون فينا أمام عرش النعمة، في وحدة سماوية عجيبة
، لا ينقطع فيها العطاء حتى بعد الموت..
وهكذا علّمنا القديسون أن العطاء ليس حكرًا على الأغنياء،
ولا مقصورًا على الأموال
، بل هو تنوّع في البذل بحسب ما تملكه النفس.
. فمنهم من أعطى من ماله، ومنهم من أعطى من وقته،
ومنهم من قدّم صلاته لأجل الآخرين، أو علمه للكنيسة..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة العطاء
ما أروعك في حياة عنوانها العطاء
حياة العطاء
بركات حياة العطاء
العطاء فى حياة الأنبا أبرآم


الساعة الآن 06:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025