فقد بدأ ملاك الرب بالتحية: "الرب معك يا جبار البأس" [12]. لعل جدعون كان معروفًا بالشجاعة والقوة، إن كان كما يقول هو: "هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي" [15].
اختار الله جدعون الشجاع القوي لئلا يظن أحد أن الله لا يعمل إلاَّ بالضعفاء وقليلي المواهب... إنه بكثير أو قليل يخلص على كل حال قومًا. لكن فيما هو قوي وشجاع كان يدرك بالمذلة من جهة سبطه وعشيرته ومن جهة نفسه، فسبطه هو سبط منسى القليل العدد والكرامة فهو ليس بالسبط البكر جسديًا كرأوبين ولا من سبط اللاويين المقدس للرب... إلخ.، هو نفسه الأصغر بين إخوته في السن كما في الكرامة.