![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس موسى الأسود ذكرى رحيل القوي الأنبا موسى الأسود من حياة الخطية إلى أروع صور التوبة وُلد موسى في إحدى مناطق الحبشة، وعاش حياة عنف وإجرام حتى صار زعيمًا لعصابة من اللصوص، عُرف بقوته الجسدية الكبيرة، وغروره، وإدمانه على الشر. لكن نقطة التحول في حياته بدأت عندما لجأ إلى أحد الأديرة هربًا من ملاحقة السلطات، وهناك لمس رهبان الدير قلبه بسيرتهم الطاهرة، فبدأت بوادر التوبة تنمو فيه. طلب الانضمام إليهم وتغيّر من قائد عصابة إلى ناسك متضع، يسهر في الصلاة، ويسعى إلى التواضع بالرغم من ماضيه. رهبنته ومعاناته من الذكريات القديمة.. وصراعه مع ذاته دخل موسى دير الأنبا مقار الكبير في برية شيهيت، وهناك خضع لتدريبات روحية قاسية لكسر شهوات الجسد والذاكرة القديمة. كثيرًا ما كان يعترف بماضيه دون خجل، وكان دائم القول: “أنا إنسان خاطئ”، حتى بعد أن صار راهبًا عظيمًا يُحتذى به. ورغم بشريته، اختاره الله ليصير معلمًا ومرشدًا لكثير من الرهبان. رُسِم قسًا في عهد البابا ثاوفيلس الـ23، وصار له تلاميذ بالمئات. وكان يردد دومًا: “الإنسان الذي يخطئ ويعرف خطيته أفضل من الإنسان الذي يظن نفسه بارًا”. رحيله.. وختم المسيرة بالتاج الأبدي عندما هاجم البربر برية شيهيت، عزم الأنبا موسى على عدم الهروب، وقال لإخوته الرهبان: “من قتل بالسيف، بالسيف يُقتل، هذا هو وقت الشهادة”. رفض الهرب وتمسك بالبقاء، واستُشهد مع سبعة من تلاميذه في سنة 405 ميلادية تقريبًا. ويُعد الأنبا موسى الأسود نموذجًا خالدًا للتوبة الحقيقية، التي لا تعرف ماضيًا، بل تصنع حاضرًا مقدسًا وتستمر الكنيسة في تكريمه بتذكاره السنوي، وتسمية كنائس وأديرة ومذابح على اسمه، ليبقى شاهدًا حيًّا على رحمة الله وقدرته على تغيير أقسى القلوب. |
|