يمكننا القول بأن الفترة التي عاصرها القضاة هي فترة ارتداد فيها انشغل الشعب عن متابعة الجهاد لامتلاك أرض الموعد وانهمكوا في العبادة الوثنية ومشاركة الأمم رجاساتهم. لكنه وُجدت قلة من المؤمنين عبدوا الله، كما يشهد بذلك وجود خيمة الاجتماع في شيلوه (قض 18: 31)، والاحتفال بالعيد السنوي (قض 21: 19) ووجود رئيس الكهنة والاهتمام بتابوت العهد (قض 20: 27-28)، وتقديم ذبائح لله (قض 13: 15-16، 20-25؛ 21: 4)، وممارسة الختان (قض 14: 3؛ 15: 18)، وتقديم نذور للرب (قض 11: 30؛ 13: 5).
جاء هذا السفر لا ليعرض تاريخ هذه الحقبة وإنما ليعالج مشكلة الارتداد، كيف يُفقد الجماعة المقدسة قدسيتها ووحدتها، ويحطمها أمام العدو ويذلها. هذا كله ثمرة الارتداد وبسماح إلهي حتى ترجع الجماعة إلى الرب بتوبة جماعية مشتركة وتنفتح قلوب الكل لله فيرسل عونًا وخلاصًا.