![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعنى لا يتجلّى دائمًا في وضوح الأشياء، بل كثيرًا ما يسكن بين أضدادها. فالحياة الحقيقية لا تُفهم من خلال الأبيض أو الأسود، بل من الظلال التي بينهما — من المساحات الرمادية التي فيها نحيا، نُختبر، ونتشكّل. في قلب التناقض، نجد اتزانًا رحيمًا: ❖ بين الضعف والقوة… يظهر التواضع الشجاع. ❖ بين التضحية والأنانية… يتجلّى العطاء الناضج، الذي لا يُفني الذات ولا يُقصي الآخر. ❖ بين الليل والنهار… تتكوَّن دورة الحياة، ونتعلّم أن لكل وقت حكمة لا يُمكن تجاهلها. حتى الإنسان نفسه — لا يكتمل إلا بتكامل الأضداد فيه: ▪︎ لا يمكن للرجل أن يكون قائدًا مُلهِمًا بحق إن لم يفسح المجال للجانب الحنون، الحالم، المتأمل في داخله — ذلك الذي قد نسمّيه مجازًا “أنثوي”. ▪︎ ولا تستطيع المرأة أن تُنجز، وتُبدع، وتَقُد بحزم، دون أن تُفعِّل في أعماقها طاقة الإرادة، والوضوح، والحسم — التي قد تُسمى “ذكورية”. في هذه التبادلية بين الأضداد، يتكون العمق. فالإنسان الذي يعرف متى يبكي دون أن يشعر بالخزي، ويضحك دون أن ينكر ألمه، هو إنسان عرف الطريق إلى النضج. والذي يفهم أن الرجولة لا تُقاس بالبطش، ولا الأنوثة بالضعف، قد خطا نحو فهم صورة الله فينا، كما خُلقنا: متكاملين، لا منقسمين. ربما لا نحتاج دائمًا لإجاباتٍ قاطعة… بل لقلوب تقبل العيش في المساحة ما بين الضدين — حيث يسكن المعنى، وتبدأ الحكاية. التناقض_مش_عدو_المعنى |
![]() |
|