![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() H.H. Pope Tawadros II فضيلة الوفاء (لو ٣٩:١-٥٦) " فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هى ثمرة بطنك فمن أين لي هذا أن تأتى أم ربي إلى فهوذا حين صار صوت سلامك في أذنى ارتكض الجنين بابتهاج في بطني فطوبي للتي امنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" "فقالت مريم تعظم نفسى الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى اتضاع امته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لان القدير صنع في عظائم واسمه القدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم انزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة كما كلم اباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها"( والمجد الله دائما) هذا الجزء يقرأ في الأحد الثالث من شهر كيهك اود أن أتأمل في فضيلة من الفضائل الإنسانية الراقية وهي "فضيلة الوفاء" "الوفاء" كصفة إنسانية يجب أن يتحلى بها هذا الكائن الذي خلقه الله على صورته ومثاله فضيلة راقية نراها في بعض الكائنات الحية الأخرى سواء الحيوانات أو حتى النباتات بصورة ما، ولكن في الإنسان فضيلة الوفاء تثبت أن أصلك حلو يقول في الأمثال الشعبية "على الأصل دور" ويقصد به اصل الإنسان فضيلة الوفاء في الجزء الذي قرأته نجد امنا العذراء مريم جاءت لها بشارة راقية لم يسمع عنها من قبل "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك " تخيل امنا العذراء تسمع البشارة من الملاك وبصوت إلهي يقول لها ستصيري اما لابن الله (المولود منك يدعى ابن الله) اتضاعها كان واضحا في الحوار، لكن الأهم من هذا أنها تركت كل ما قيل في الحوار وتعلقت باخر معلومة قالها الملاك لها "وهوذا اليصابات نسيبتك هى ايضا حبلی بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا (لوا :٣٦) امنا العذراء في اتضاعها ومحبتها، وفي أصلها نسيت كل هذا وتذكرت شينا واحدا فقط يقول الكتاب "فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا (لوا :۳۹) لقد نسيت أنها نالت هذه البشري الكبيرة وصارت الممتلئة نعمة لكنها وضعت أمامها نقطة واحدة وهي أن اليصابات تلك التي صارت حبلي بابن في شيخوختها، وفى الشهر السادس یعنی 3 شهور وتلد ماذا صنعت أمنا العذراء؟ قامت بسرعة بدون أي تبريرات ولا اعذار وذهبت بسرعة إلى اليصابات، لم تفكر في مشقة الطريق ولا في نفسها، ولا حتى في اعتبار من تكون هى ولكنها فكرت في شيء واحد فقط هو "الوفاء" الوفاء كلمة غالية في قاموس الإنسانية، ولكنها فضيلة على المستوى العام نجدها تنقرض ظهر الوفاء عند تلاميذ السيد المسيح في الصورة العظمى وبالصورة التي ليس فيها وفاء بالمرة لقد ظهرت في القديس يوحنا الحبيب الذي كان يتكئ على صدر السيد المسيح، وكان قريبا جدا منه ويكاد أن يسمع ضربات قلبه ويوحنا الحبيب صار مقربا وقريبا بسبب وفائه فقد أعطاه الله نعما كثيرة، منها أنه كتب انجيل يوحنا وثلاث رسائل وسفر الرؤيا لقد كتب خمسة أسفار في العهد الجديد لقد أعطاه الله هذه الكرمة الكبيرة لقد کرمه بسبب وفائه، وسمي بيوحنا الحبيب لانه امتلا حبا وظهر ذلك في كتاباته، وفي حياته التي بلغت مائة عام.الصورة المناقضة والعكسية تماما في صورة تلميذ اخر وهو يهوذا الإسخريوطى الذي نقول دائما عليه "التلميذ الخائن" وهذا النموذج الخائن هو الذي انتهت حياته وسيرته ولا يفكر فيها أحد حتى اليوم. |
![]() |
|