ذات صباح كنت اقرأ في إنجيل متى والأصحاح السابع والعشرون؛ كنت اقرأ بهدوء وتأمل وبعد أن أنهيت الأصحاح كاملاً، وجدت نفسي أعود مرة أخرى واتأمل في الفقرة من عدد ٢٧ إلى ٣١ ووقفت طويلاً أمام هذا الجزء، مندهشًا، مأخوذًا، متعجبًا.
دعني أضع أمامك هذا الجزء ثم أعاود حديثي معك أخي الفاضل؛ يقول الكتاب:
«فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ، فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ» وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْب» (متى ٢٧: ٢٧–٣١).
دائمًا نتكلم عن آلام المسيح النفسية في ليلة الصلب، وأثناء المحاكمة. لكننا ربما نذكرها بكلمات عابرة سريعة موجزة، دون التأمل في الأمر بشيء من التفصيل. لذا دعني اليوم أشاركك بالفكرة التي ملأت قلبي وذهني ذلك الصباح، وجعلتني أجلس صامتًا، متأملاً الأمر لوقت طويل.
الفكرة التي ملأت قلبي وكل كياني؛ أن أمرًا واحدًا مما حدث مع المسيح في هذا الجزء الصغير كفيل بأن يصيب أي إنسان بأمراض نفسية وعضوية لا حصر لها، ولا يخفى عليك أن كثير من القصص الحقيقية تؤكد أن الإنسان قد يموت من فرط الحزن والضغط النفسي بسبب أمرًا واحدًا من كل هذه الضغوط التي تجرعها المسيح صامتًا، ثابتًا.