منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 06 - 2025, 12:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,334,968

إنه الحب الفائق الذي يحرق عدو الخير ويحطمه


طأطأ السموات ونزل:

8 فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَاوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9 صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10 طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11 رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ، وَطَارَ وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12 جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مِظَلاَّتٍ، مِيَاهًا حَاشِكَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13 مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14 أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15 أَرْسَلَ سِهَامًا فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقًا فَأَزْعَجَهُمْ. 16 فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.

مقاومة شاول وغيره من الأعداء لداود كانت مجالًا رائعًا خلاله تلَّمس داود حب الله الفائق، بل وتعرَّف على الله أكثر فأكثر. خلال الضيق يتجلى الله بحبه في حياة الإنسان ليجده الأب المحب والمخلص.
خلال مقاومة الأعداء شاهد داود بروح النبوة ما حل بالإنسان من هلاك بحسد إبليس وكيف نزل الله الكلمة ذاته من السماء ليعلن حبه الناري نحو البشر، الأمر الذي أدهش المسكونة كلها: السماء والأرض. يقول: "فارتجت الأرض وارتعشت. أسس السماوات ارتعدت وارتجت لأنه غضب" [8]. لقد غضب لما فعلته الخطية بحياة الإنسان وبطبيعته وذلك بحسد إبليس، فارتجت الأرض وارتعدت السموات أمام هذا الحب الفائق، إذ "طأطأ السماوات ونزل" [10]. يقول الرسول بولس: "عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد" (1 تي 3: 16). إنه سر فائق للعقل لم تستطع الخليقة إدراك كنهه: "ضباب تحت رجليه". الضباب يعني الغموض والعجز عن الإدراك.
محبته نار آكلة، يرى داود نارًا تخرج من فمه لتأكل ودخانًا يصعد من أنفه [9] ورآه يوحنا اللاهوتي "عيناه كلهيب نار" (رؤ 1: 14)... إنه الحب الفائق الذي يحرق عدو الخير ويحطمه، ويلهب القلب بالنار الإلهية فلا تقدر مياه العالم أن تطفئها (نش 8: 7) لذا يقول: "أكون لها سور نار من حولها" (زك 2: 5).
إنه شمس البر (مل 4: 2) يرسل شعاع روحه القدوس الناري علينا فيشعل فينا جمر نار كما حدث في يوم العنصرة (أع 2: 3).
كلماته على الصليب كالرعد والبرق أزعجت قوى إبليس (كو 2: 14)، وكالسهام قتلته، وهي بعينها لنا مصدر حياة وعلة تسبيح لا ينقطع.
يقدم لنا القديس أغسطينوس

تفسيرًا رمزيًا للنص الذي بين أيدينا فيرى الأرض التي ارتجت وارتعشت تمثل الخطاة الذين صاروا أرضًا فإنه إذ تمجد ابن الإنسان على الصليب يرتجون ويرتعدون.
نقول إن صليب ربنا يسوع المسيح - واهب النصرة - يهز كل كيان جسدنا بكل أحاسيسه ومشاعره لا ليحطمه بل ليقدسه كما يمس نفوسنا الداخلية مجددًا طبيعتها.

. هذا ما عناه المرتل داود بالأرض (الجسد) والسماء (النفس).
ما هو الدخان الذي يصعد من أنفه والنار التي من فمه؟

يقول القديس أغسطينوس: [إنهانار المحبة ونور البر اللذان كان الخطاة محرومين منهما إذ عاشوا زمانًا طويلًا في برود وظلام، فجاء المخلص يلهب قلوبهم بحب الصالحات ويهبهم استنارة داخلية بعد أن وهبهم الحياة الجديدة.
* [طأطأ السموات ونزل]... اتضع البار ونزل إلى ضعف البشر.
"وضباب تحت رجليه"... الأشرار الذين يتلذذون بالأمور الزمنية - في ظلمة طمعهم - لا يعرفونه، فإنهم كالأرض تحت قدميه موطئ لقدميه.
[ركب على كاروب وطار ورُئي على أجنحة الريح]... تمجد فوق كل كمال المعرفة (كاروب)، لا يصل إليه أحد إلا بالحب، لأن "المحبة هي تكميل الناموس" (رو 13: 10)...
بهذه السرعة يظهر أنه غير مدرَك، فوق قوة النفوس وقدرتها، ولكنها (أي النفوس) بأجنحة (الروح) ترتفع من المخاوف الأرضية إلى هواء الحرية...
"أرسل سهامًا فشتتهم، برقًا فأزعجهم"... أرسل الإنجيليين الذين له يعبرون بأجنحة القوة، قوة من أرسلهم وليس قوتهم الذاتية... ليصيروا "رائحة حياة لحياة، و... رائحة موت لموت" (2 كو 2: 16). صنع بهم عجائب (بروق) فأزعجهم.
القديس أغسطينوس
باختصار، نشيد النصرة يدور في جوهره حول عمل الله الخلاصي: كلمة الله يطأطئ السماء بتجسده لينزل إلينا، مشرقًا كشمس البر على الجالسين في الظلمة. أمامه يرتعد كل ما هو زمني فينا لتقديس سمواتنا الداخلية (النفس) وأرضنا (الجسد)، مبددًا ظلمة الجهل التي حلت فينا. ركب على السحاب كما على كاروب وصعد ليحملنا إليه ويجلسنا معه في السمويات. أرسل تلاميذه ورسله كسهام، تنفذ كرازتهم الإنجيلية إلى القلوب، وتبرق فيها بنور المعرفة فيهتز كل شر فيها وتقوم مملكة الرب داخلها.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الروح القدس يحرق في المؤمن روح البخل كما يحرق روح التبذير
يؤكد الحكيم حقيقة الحب الإلهي الفائق
الحب الشهواني يحرق النفس، وهكذا شهوة محبة المال، والسخط الناري
ألست أنت هو الخير الفائق
حبك عجيب يا أيها الحب الفائق السرمدي


الساعة الآن 01:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025