![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إن تدبير الخلاص لم يمحو ألوهية الرب، بل أدخل هذه الألوهة مجال الضعف والتعب والنوم والأكل، وهو مجال الحياة الإنسانية التي اتحد بها الله الكلمة. لذا أرجوك عزيزي القارئ، ألَّا تغرق في حوار ومتاهات العصر الوسيط الذي ركب رأس العصر الحديث عندنا: هل الله يأكل ويتألم … الخ هذه ترَّهات وأضاليل تُقال لكي نفقد الوعي بالتجسد، ونقسِّم الواحد إلى اثنين لكي نبقى في تراب الأرض حشرات ليس لها مجال الحياة السماوية. أذكرُ واقعةً فيها نوع من الفكاهة، عندما كان أحد الخدام يحاور القمص مينا المتوحد عن نوم وتعب الرب، بل وموته. وقال أبونا مينا وهو يبتسم: يعني لما بتأكل، عقلك بياكل ولا بقك؟ وسكت الأخ. ولما بتنام، جسدك بينام ولا روحك؟ وسكت الأخ. ذلك أن فصل أفعال الإنسان إلى جسدانية وروحية، هو تقسيم للإنسان. طبعاً، العقل لا يأكل، ولكن العقل يفهم. وطبعاً، الروح لا تنام في سبات مثل الجسد، ولكنها تهدأ. وإذا قال الكتاب عن النفس: “أنا نائمة وقلبي مستيقظ” (نش 5: 2)، فهذا عن الحياة والوعي بالصلاة الدائمة. لقد ضرب الضلال حتى جذر اتحادنا بالرب في سر الشكر، عندما قيل إننا نأخذ الناسوت فقط. لكن إخلاء الذات يعني إخفاء اللاهوت في الحياة الإنسانية، واستعلان هذا اللاهوت في القلب، أحياناً بشكل منظور، ودائماً بعمل خفي. |
![]() |
|