غالباً ما نحاول إيقاف المتألم والمُعذب من التساؤل وكأنه يُجدف، لا نفعل ذلك لنتركه يُصلي إلى الله لأنه يُؤمن أن الله ليس إلا خيراً يفيض حياة ملؤها طيبة ورحمة. كيف للشر وللخطيئة أن تكون والرب هو الخالق والمدّبر؟ كيف يسمح الرب للخطيئة أن تعبث خُبثاً وألماً مفرطاً في حياة الإنسان وهو المحبة التي ترعى الإنسان بكُليته؟ تساؤلات المتألم قد لا تجد لها جواباً سوى أنه سيسمع صوتاً يُناديه: قُم انهض المُجرب والشر آت ليُزيد من شره، فهل ستسعى لأن تُوقفه؟ هل ستقبل بكل هذا الشر الموجود في العالم، أم تنطلق في خدمة الآخر البريء والمُعذّب ظلماً؟ فالرب يطلب مخافته والتي تُترجم عملياً بأن نعتني بالإنسان لاسيما الفقير والمتروك والمُشرد والجائع والعطشان والمريض والغريب. ديانتنا ليست أفكاراً بل أعمال رحمة.