![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() - ما هو التعليم المسيحي في التسامح من كل القلب والمحبة لكل الناس + توضِّح لنا أنه مع ضرورة التسامح من كل القلب والمحبة لكل الناس، إلا أنه لا مانع من المطالبة بالحق بطريقة قانونية مشروعة دون أذية لأحد، ودون أن يفقد الإنسان طابعه الروحاني الهادئ الوديع.. مع الأخذ في الاعتبار: هل هذا الظلم الواقع عليَّ هو بسبب المسيح، أم أنه بسبب خطأي أو تقصيري.. كقول مُعلِّمنا بطرس الرسول: "لأن هذا فضل، إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله، يَحتَمِل أحزانًا مُتألمًا بالظلم. لأنه أي مجد هو إن كنتم تُلطمون مُخطئين فتصبرون؟ بل إن كنتم تتألَّمون عاملين الخير فتصبرون، فهذا فضل عند الله" (1بط2: 19-20). إن كثيرين منا يخطئون أو يهملون في واجباتهم الوظيفية، وحينما تقع عليهم العقوبة يظنون أنها نوع من الاضطهاد.. ليس مثل هذا اضطهاد، وليس له أجر عند الله، وحتى إن احتمل الشخص هذه العقوبة الواقعة عليه لا تحسب له فضيلة، لأن الكتاب المقدس يُعلِّمنا: "طوبَى لكم إذا عَيَّروكُم وطَرَدوكُم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين" (مت5: 11). دعنا الآن نتفق على مبادئ مسيحية في هذا الأمر: (1) المسيحي يطالب بحقوقه كاملة بالطرق المشروعة القانونية، ولا يتنازل إطلاقًا عن هذه الحقوق. (2) نتعامل مع كل الناس بالحب والتسامح. (3) نتحمّل الاضطهاد والظلم والألم وحتى الموت.. إن كان من أجل اسم المسيح. (4) يمكنني التنازل عن حقي بعد المطالبة به والحصول عليه، ويكون التنازل بسبب الحب وليس الضعف. (5) لو لم أتمكن من الحصول على حقي بعد المطالبة به، ويكون سبب التعنت هو محبتي للمسيح.. فليكن ذلك بكل سرور، لأنني أعلم أن لي أجرًا عظيمًا في السماء. (6) يجب على الإنسان المسيحي أن يكون مخلصًا لوطنه ومشاركًا في الحياة العامة الاجتماعية والسياسية، حسب قول الكتاب: "لتَخضَع كل نَفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سُلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مُرَتبة من الله، حتى إن مَنْ يُقاوِم السلطان يُقاوِم ترتيب الله، والمُقاوِمون سيأخُذون لأنفُسهم دينونة" (رو13: 1-2). (7) المسيحي مواطن صالح يعمل الصلاح حتى ولو لم يكافأ من الناس.. ولا يعمل الخطأ حتى لو كانت هناك إمكانية الإفلات من العقوبة.. "فإن الحُكام ليسوا خوفًا للأعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد أن لا تخاف السلطان؟ افعَل الصلاح فيكون لكَ مَدح منه، لأنه خادم الله للصلاح! ولكن إن فعَلت الشر فخف، لأنه لا يَحمِل السيف عَبَثًا، إذ هو خادم الله، مُنتَقِم للغضب من الذي يفعل الشر. لذلك يَلزَم أن يُخضع له، ليس بسبب الغضب فقط، بل أيضًا بسبب الضمير" (رو13: 3-5). "فمَنْ يؤذيكُم إن كنتم مُتمثلين بالخير ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البر، فطوباكُم. وأمّا خَوفهم فلا تخافوه ولا تضطَرِبوا" (1بط3: 13-14). |
|