حينما تخصص النفس ذاتها كلها للرب، وتلتصق به وحده وتسير حسب وصاياه، وتعطى روح المسيح حقه من الإكرام ـ الروح
الذي قد أتى عليها وظللها ـ فإنها تحسب حينئذ أهلا لأن تصير روحًا واحدًا وكيانًا واحدًا معه، كما يقول الرسول:
" وأما من التصق بالرب فهو روح واحد"
(1كو17:6) أما إذا سلّم الإنسان نفسه للهموم أو لطلب المجد أو العظمة أو الكرامات البشرية، وسعى وراء هذه الأشياء واختلطت نفسه وامتزجت بالأفكار الأرضية، أو ارتبطت وتقيّدت بأى شىء من أمور هذا العالم، فإن مثل هذه النفس إذا اشتاقت أن تنطلق وتنجو وتهرب من ظلمة الشهوات التي قيّدتها بها قوات الشر،
فإنها لا تستطيع أن تهرب، وذلك بسبب محبتها لأعمال الظلمة، ولأنها لا تبغض أعمال الشر بغضًا كاملاً