تمم السيد المسيح عمل الفداء وصعد إلى السماوات جلس عن يمين أبيه، وليس المقصود هنا الجلوس الجسماني في المفهوم البشري فالله ليس له يمين أو يسار وليس هو محدود في طبيعته،
ولكن المعنى في جلوس الابن عن يمين أبيه هو أنه بعد أن أكمل عمل الفداء أخذ ماله من مجد وكان ذلك المجد مخفي في زمان تجسده "الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمن العظمة في الأعالي" (عب 1: 3)، فالسيد بعد أن اجتاز السماوات جلس عن يمين أبيه (مر 16: 19)، وهذه هي صورة المجد وكانت غير منظورة للتلاميذ وقت الصعود.
(والرب لم ينقص شيئا بسبب تجسده كذا لم يزد شيئا في صعوده، لا هو قل في تجسده ولا هو كثر في صعوده، فمجده لم ينقص حينما أخذ جسدا بشريا، ولا هو أخذ مجدا ليس له حينما صعد إلى السماء فإنه أي المسيح جلس عن يمين العظمة أي الآب وفي هذا الرد على هرطقة أريوس- "شرح (عبرانيين 1: 3) لأغسطينوس".
وهذا المفهوم يتضح في صلاة المسيح الوداعية "أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته، والآن مجدتني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " (يو 17: 5).