![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تحتفل الكنيسة في اليوم الأربعين للفصح المجيد بعيد صعود السيّد المسيح إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب. والراجح أنّ الكنيسة، حتّى القرن الرابع الميلاديّ، كانت تعيّد هذا العيد مع عيد العنصرة في مناسبة واحدة. وكانت كنيسة أورشليم هي أوّل مَن جعلت من الصعود عيداً مستقلاًّ سرعان ما أصابت عدواه الكنائس كلّها. لم تفصل الكنيسة الأولى بين أحداث الفصح والصعود والعنصرة، واعتبرت أنّ هذه الأحداث تشكّل حدثاً واحداً وتكمّل بعضها بعضاً. وقد قال القدّيس بطرس الرسول في خطبته الأولى يوم العنصرة: "فيسوع هذا قد أقامه الله، ونحن كلّنا شهود بذلك. وإذ كان قد ارتفع بيمين الله، وأخذ من الآب الموعد بالروح القدس، أفاض هذا الروح الذي تنظرونه وتسمعونه" (أعمال الرسل 2: 32-33). هنا، يجمل الرسول الأحداث الثلاثة بعبارة واحدة، لأنّها بالنسبة إليه لا يمكن فصلها ولا يمكن القيامة أن تكتمل إلاّ بصعود المسيح وجلوسه عن يمين الله وحلول الروح القدس على التلاميذ. يذكر القدّيس لوقا الإنجيليّ الصعود في موضعين مختلفين: في الفصل الأخير من إنجيله وفي الفصل الأوّل من سفر أعمال الرسل. ففي الإنجيل يذكر لوقا أنّ المسيح ارتفع إلى السماء في اليوم نفسه الذي قام فيه (لوقا 24: 50-53). أمّا في سفر أعمال الرسل فيذكر لوقا نفسه أنّ يسوع تراءى لتلاميذه مدّة أربعين يوماً يكلّمهم بما يختصّ بملكوت الله، و"ارتفع وهم ناظرون وأخذته سحابة عن عيونهم" (أعمال الرسل 1: 9). يبدو كأنّ في هذين النصّين تناقضاً من حيث إنّ الربّ يسوع صعد في اليوم الأوّل للقيامة إلى السماء، ثمّ القول بأنّه صعد بعد أربعين يوماً. ولكنّ هذا التناقض يزول إذا ما أدركنا أنّ المسيح بقيامته من بين الأموات قد أتمّ كلّ شيء، فيكون حدث قيامته وصعوده حدثاً واحداً. أمّا الأربعون يوماً فهي المدّة التي كان يسوع يتراءى فيها لتلاميذه لكي يهيّئهم لنوع جديد من حضوره بينهم. |
|