كان لابد للمسيح من أن يواجه المرأة بحقيقة حياتها أو بمعنى آخر يكشف لها عن نفسها، فقال لها: "اذهبي وادْعِي زوجك"؛ أي قبل أن أُعطيكِ الماء الحي، اذهبي أولاً وواجهي نفسك، وافضحي خطيتك ثم تعالي واطلبي الماء الحي.
ومواجهة الخاطئ لنفسه هي الخطوة الأولى لبدء حياته مع المسيح، وهي قيامة من بين الأموات التي بها يتهيَّأ للموت مع المسيح والقيامة معه.
فالمسيح رأى المرأة السامرية أمامه ميتة ولا تختلف عن لعازر الذي مات وأنتن في القبر، ولكي تأخذ المرأة عطية الله لابد أن يُقيمها المسيح أولاً.
وكما طلب المسيح من اليهود أن يرفعوا الحجر عن قبر لعازر ليكشفوا عن الميت الذي أنتن، هكذا أيضاً طلب إلى المرأة أن ترفع الحجر عن قلبها الذي يُخفي نتانة موتها، + + + V وكانت هذه هي بداية حياتها مع المسيح.
"حسناً قلتِ... هذا قلتِ بالصدق": عجباً يا رب لمحبتك!! أنت الذي تُخرِج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة!! أنت لم تدينني عن السيئ الذي يملأ حياتي، بل مدحتَ شيئاً واحداً حسناً!! لم تفضح كذبي الكثير، بل باركتَ قولاً واحداً اعتبرته صدقا!!