![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يوآب يغدر بأبنير: 22 وَإِذَا بِعَبِيدِ دَاوُدَ وَيُوآبُ قَدْ جَاءُوا مِنَ الْغَزْوِ وَأَتَوْا بِغَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ مَعَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ أَبْنَيْرُ مَعَ دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ. 23 وَجَاءَ يُوآبُ وَكُلُّ الْجَيْشِ الَّذِي مَعَهُ. فَأَخْبَرُوا يُوآبَ قَائِلِينَ: «قَدْ جَاءَ أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ إِلَى الْمَلِكِ فَأَرْسَلَهُ، فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ». 24 فَدَخَلَ يُوآبُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ هُوَذَا قَدْ جَاءَ أَبْنَيْرُ إِلَيْكَ. لِمَاذَا أَرْسَلْتَهُ فَذَهَبَ؟ 25 أَنْتَ تَعْلَمُ أَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لِيُمَلِّقَكَ، وَلِيَعْلَمَ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ وَلِيَعْلَمَ كُلَّ مَا تَصْنَعُ». 26 ثُمَّ خَرَجَ يُوآبُ مِنْ عِنْدِ دَاوُدَ وَأَرْسَلَ رُسُلًا وَرَاءَ أَبْنَيْرَ، فَرَدُّوهُ مِنْ بِئْرِ السِّيرَةِ وَدَاوُدُ لاَ يَعْلَمُ. 27 وَلَمَّا رَجَعَ أَبْنَيْرُ إِلَى حَبْرُونَ، مَالَ بِهِ يُوآبُ إِلَى وَسَطِ الْبَابِ لِيُكَلِّمَهُ سِرًّا، وَضَرَبَهُ هُنَاكَ فِي بَطْنِهِ فَمَاتَ بِدَمِ عَسَائِيلَ أَخِيهِ. 28 فَسَمِعَ دَاوُدُ بَعْدَ ذلِكَ فَقَالَ: «إِنِّي بَرِيءٌ أَنَا وَمَمْلَكَتِي لَدَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ مِنْ دَمِ أَبْنَيْرَ بْنِ نَيْرٍ. 29 فَلْيَحُلَّ عَلَى رَأْسِ يُوآبَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِ أَبِيهِ، وَلاَ يَنْقَطِعُ مِنْ بَيْتِ يُوآبَ ذُو سَيْل وَأَبْرَصُ وَعَاكِزٌ عَلَى الْعُكَّازَةِ وَسَاقِطٌ بِالسَّيْفِ وَمُحْتَاجُ الْخُبْزِ». 30 فَقَتَلَ يُوآبُ وَأَبِيشَايُ أَخُوهُ أَبْنَيْرَ، لأَنَّهُ قَتَلَ عَسَائِيلَ أَخَاهُمَا فِي جِبْعُونَ فِي الْحَرْبِ. كنا نتوقع من داود النبي والملك أن يتحرك فرحًا ليستغل الفرصة ليجمع الأسباط تحت سلطته، لكن ما حدث أنه وقف في حب وثقة بالله يتأمل عمل الله معه، فكان المتحرك هو أبنير، إذ بادر بالوفاء بوعده، متحدثًا مع شيوخ إسرائيل عن إقامة داود ملكًا كطلبهم السابق وتحقيقًا لمشيئة الله. تحدث أيضًا في مسامع بنيامين بلا خوف؛ سمعوا له بكونه واحدًا منهم وأكثرهم قوة وشجاعة وإخلاصًا لشاول، إذ حسبوه أنه قد يئس من ايشبوشث. يبدو من حديث أبنير مع الشيوخ أن الأسباط سبق أن طلبوا داود ملكًا [17]، لكن أبنير نفسه قاومهم ليثبت كرسي شاول حتى يئس أخيرًا من ايشبوشث. أخذ أبنير عشرين رجلًا من شيوخ الأسباط، وانطلقوا إلى داود الذي أقام لهم وليمة علامة على الاتحاد وإقامة عهد معهم. تأثر أبنير بلقاء داود مع العشرين شيخًا لذا طلب من داود أن يسمح له بالذهاب إلى الأسباط لتدبير الأمور الخاصة بتجليسه رسميًا ملكًا (1 أي 11: 1-3). عاد يوآب مع رجاله من الحرب وسمع بما تم بين داود وأبنير فثارت ثائرته، ربما لأنه كان يخشى أن يحتل أبنير مركزه. لقد انتهر داود الملك متهمًا أبنير أنه جاسوس جاء ليخدع الملك حتى يخرج ويثير الأسباط لمحاربته، أما داود فصمت ليس خوفًا من يوآب كما صمت ايشبوشث أمام أبنير، وإنما استخفافًا بفكر يوآب، وتصرفاته المتهورة في مواقف كثيرة. أرسل يوآب إلى أبنير يريده متظاهرًا أنه يود (هو أو الملك) مباحثه في بعض الأمور، ولم يكن داود يعلم بما فعله يوآب [26]. عاد أبنير من بئر السيرة إلى حبرون؛ يرى يوسيفوس المؤرخ أن المسافة بينهما تبلغ حوالي ميلين ونصف. تظاهر يوآب أنه يود الحديث مع أبنير سرًا، وإذ مال إليه اغتاله انتقامًا لأخيه عسائيل، ولأنه خشى أن يحتل مركزه كرئيس جيش داود. لم يكن لائقًا برجل حرب كيوآب أن يقتل إنسانًا ائتمنه على نفسه وجاءه يتفاوض معه، إنما كان يجب أن يصارحه ويبارزه إن أراد... فقد أوصى موسى الشعب. "ملعون من يقتل قريبه في الخفاء" (تث 27: 24). |
![]() |
|