إذ ملك داود على بيت يهوذا بقى خمس سنوات ونصفًا في ملكه لا يتحرك قط لإخضاع بقية الأسباط، إنما غالبًا ما كرَّس حياته لحياة العبادة والتقوى مع تدبير أمور هذه المملكة الصغيرة. وحينما تحرك أبنير ليقيم ايشبوشث من بيت شاول ملكًا على بقية الأسباط بقى داود أمينًا في وعده مع شاول ويوناثان فلم يهاجم ايشبوشث بالرغم من ضعف شخصيته وقدراته. أخذ ايشبوشث موقف الهجوم يثيره في ذلك أبنير رئيس جيشه الذي كان يحرك الملك كيفما يشاء وداود في هدوء لم يتحرك. وحينما اضطر للدفاع عن نفسه أرسل يوآب على مضض لا للهجوم وإنما للدفاع. لم يبق الحال طويلًا فبعد سنتين تقريبًا أو أقل قليلًا انقلب أبنير على ايشبوشث وأقام عهدًا مع داود ليسلمه كل بقية الأسباط، وداود في موضعه يمارس الصمت متأملًا عمل الله الفائق.