![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() المسيح في تجسُّده لم يعلن عن عظمة الله المنظورة لأن العالم المادي لا يحتملها، لذلك أخلى ابن الله ذاته من كل مجد منظور ليعطي العالم فرصة ليدرك عظمته من وراء اتضاعه!! فالتجسُّد في حقيقته وسره، استعلان منظور لعظمة اتضاع الله!! وهو قصد في نفسه أن يعيش في سحق وضعف وإذلال، توضيعاً لقلب الإنسان المتعالي ... الله ظهر بجبروته مرة في جبل سيناء فأرعدت سيناء وارتعدت الأرض ودخَّنت الجبال واشتعلت ناراً، واستعفى الشعب العاتي من سماع صوت القدير لأنه أرعبهم! ... وفي الميلاد ظهر وديعاً بصوت خافت من فم طفل رضيع، فاهتزَّت له أساسات السماء بجبروتها وطأطأت وانخفضت وانحدرت جماهير جند العلي إلى الأرض تسبِّح الله من فرط تأثرها، لأن اتضاع الله أرهبهم! ... وهكذا فإن كل جبروت الله لا تحتمله الخلائق الخاطئة، فاتضاع الله لا تحتمله الخلائق السمائية الطيبة! ... لذلك، فسرُّ الميلاد لا يهز إلا القلوب التقية. |
![]() |
|