إن فرحة الكون العلوي في لحظة ميلاد المسيح، وظهور الملائكة يسبِّحون بأمجاد الله، دليلٌ ما بعده دليل على أن سر التجسُّد يتجاوز حدود الخليقة المنظورة.
ألم تسبق أخباره في العالم العلوي غير المنظور، حيث بدأت البشارة من فوق، قبل أن تفيق البشرية من نعاسها لتدرك سر الميلاد؟
لقد سرى التجسُّد لا كخبر بل كقوَّة بين الخلائق الروحانية! حتى إن الملائكة وهي منحجبة بطبيعتها عن أعين الناس وأسماعهم، وُهبت في هذه اللحظات قوة على الظهور والبشارة والتسبيح، ورأى الإنسان وسمع ما لم يُرَ وما لم يُسمع ...
ألا يعني هذا أن بميلاد المسيح قد رُفع الحجاب المتوسط، توطئة للمصالحة العظمى المزمع أن يكملها على الصليب، ثم بقيامته وصعوده يفتتح الطريق إلى السماء؟