![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأَنَّهُ هُنَاكَ سَأَلَنَا الَّذِينَ سَبَوْنَا كَلاَمَ تَرْنِيمَةٍ، وَمُعَذِّبُونَا سَأَلُونَا فَرَحًا قَائِلِينَ: «رَنِّمُوا لَنَا مِنْ تَرْنِيمَاتِ صِهْيَوْنَ»" (مز 137: 3). v نقرأ أن الأعداء ما أن هاجموا المدينة العظيمة المقدسة، حيث كانت تمارس عبادة الله فيها، حتى جرُّوا سكانها والمغنيين والأنبياء (مثل حزقيال ودانيال) إلى بلدهم التي هي بابل. يُروى عن هؤلاء الأسرى أنهم عندما اُحتجزوا في الأرض، رفضوا أن يرنموا بالتسبحة الإلهية عندما أمرهم المنتصرون عليهم، وأن يعزفوا في مدينة دنسة، وعلَّقوا قيثاراتهم على الصفصاف، وكانوا يبكون عند أنهار بابل. إنهم مثل أشخاص يبدو لي إني أحدهم، إذ طُردتُ من مدينتي، ومن وطني المقدس، حيث فيها تعلَن النواميس المقدسة نهارًا وليلاً، ويُسمَع فيها التسابيح والأغاني والكلمات الروحية. وفيها أيضًا يوجد نور الشمس على الدوام. وفيها نصير في اتصال بأسرار الله برؤيا متيقظة في النهار؛ وفي الليل في الأحلام ننشغل بما تراه النفس، وما تتداوله في النهار. في اختصار، الإيحاء بالأمور الإلهية التي تسود على الدوام. أقول إنني أُطرَد من هذه المدينة، وأصير مسبيًا في أرضٍ غريبةٍ، حيث لا تكون فيَّ قوة للتزمير، وذلك مثل هؤلاء القدامى، وأُعَلِّق آلة الموسيقى التي لي على الصفصاف، وتصير الأنهار في موضع رحلتي، فأعمل في الوحل، ولا يكون لي قلب لأغني بالتسابيح، حتى أتذكرها. نعم، خلال انشغالي المستمر بأمورٍ أخرى أنساها، وأصير كمن فَسَدَتْ ذاكرته نفسها. القديس غريغوريوس صانع العجائب |
![]() |
|