![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ثُمَّ اضْطَجَعَ يَهُويَاقِيمُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. [6] ما ورد هنا يشير أن يهوياقيم رقد بسلام في مسكنه. وقد جاء في (2 أي 36: 5-6) وصف لأَسْرِه وترحيله إلى بابل بواسطة نبوخذناصَّر، مما يشير أن يهوياقيم مات ميتة بشعة في أرض غريبة. في الحقيقة لم تحدد الفقرتان أين مات يهوياقيم. الترحيل الوارد في (2 مل 24: 10-16) ليس هو ما جاء في (2 أي 36: 5-8). يوجد اختلاف فيما عمله نبوخذناصَّر. حيث أن (2 أي 36: 7) تشير أنه أخذ فقط يهوياقيم وبعض آنية بيت الرب، أما في (2 مل 24: 13) فيشير أن نبوخذناصَّر أخذ جميع خزائن بيت الرب، وسَبَى كل أورشليم. وهذا يوضح أن الحدثين مختلفان، لذلك من المُحتمَل أنه بعد السبي الأول عندما أُخذ يهوياقيم إلى بابل بحسب ما ورد في (2 أي 36)، سُمِحَ ليهوياقيم أن يعود إلى أورشليم في وقتٍ لاحق ومات هناك. ومن المُحتمَل أيضًا أن يكون يهوياقيم قد مات في السبي. واضح أن الأسفار صمتت عن هذه النقطة[4]. جاء في سفر إرميا: "قال الرب عن يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا: لا يندبونه قائلين: آه يا أخي، أو آه يا أخت. لا يندبونه قائلين: آه يا سيد، أو آه يا جلالهُ. يُدفن دفن حمارٍ، مسحوبًا ومطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" (إر 22: 18-19). سبق فقال عنه [ويل لهذا الرجل] [راجع (إر 22: 13)]... وعلامة الويل الخارجية أنه بنى قصرًا فخمًا بمال الظلم، ولم يجد جثمانه قبرًا يُدفَن فيه، ولا من يبكيه. فكما لم يسمع لدموع المظلومين والمحتاجين، لا يجد من يسكب دمعة واحدة عليه. ليس من يندب قائلاً: "آه يا أخي، أو آه يا أخت... آه يا سيد، أو آه يا جلالهُ" ماذا يعني بهذه الأسماء الأربعة (الأخ، الأخت، السيد، الجلالة)؟ أولاً: يرى البعض أن العبارة الأولى تصدر عن الحاضرين في الجنازة، ليس منهم من يقول للذين حوله: آه يا أخي، أو آه يا أختي، لأنه لا يشعر الرجال ولا النساء بالحزن على موت الملك. أما العبارة الثانية فيوجهها المشتركون في الجنازة نحو الميت، ليس منهم من يندب الملك كسيدٍ أو صاحب جلاله. ثانيًا: يرى البعض[5] أن العبارة الثانية تعني بالسيد الأب، وبالجلالة الأم أو السيدة. وقد وُجدتْ في بعض النقوش الفينيقية عن الملك Azitawadda العبارة: [جعلني البعل أبًا وأمًا]. وكأن الملك في اللغة التقليدية يُتَمِّم كل دور الأسرة كأبٍ وأمٍ وأخٍ وأختٍ. هنا لا يندب الحاضرون الملك، لأنه لم يحقق شيئًا في حياته. لم يقم بدور الأخ أو الأخت أو الأب أو الأم. يُدفن دفن حمار، أي لا توجد له مقبرة لدفنه، بل يُسحَب جثمانه إلى موضع القمامة خارج أبواب المدينة. يقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس بأن نبوخذناصَّر قتله في أورشليم وترك جثمانه بلا دفن بعيدًا خارج أبواب المدينة. كيف يمكن التوافق بين ما ورد هنا عن موت يهوياقيم وعدم دفنه، وبين ما ورد في (2 مل 24: 6)، أنه رقد مع آبائه، مما يُشتَّم منه أنه قد دفن في مقبرة آبائه. يرى البعض أن ما ورد في (2 مل 24: 6) لا يعني بها دفنه، إنما هي عبارة مستخدمة للتعبير عن الموت أيَّا كانت ظروفه. ويرى آخرون أن عبارة إرميا "يُدفَن دفن حمار، مسحوبًا ومطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" (إر 22: 18-19) تعبير مجازي عن حال الملك، فإنه وإن كان قد دُفِنَ رسميًا، لكنه كان في عيني شعبه كحمارٍ ميتٍ لا يستحق إلا إلقائه خارج أسوار المدينة. هذه هي مشاعر شعبه! |
![]() |
|