حينما نبحث عن ماهيّة النور نبحث عن معنَى الحياة نفسها. فالحياة لا تُعاش إلاّ تحت شعلة النور، والإنسان لا يستطيع أن يسير إلاّ على أرضٍ قد سبق وافترشها النور. كان النور أوّل خليقة الله؛ كلمةٌ قالها فأغرق الكون، المُزمَع أن يتخلّق من العدمِ، بالضياء. لقد بدأ بالنور لأنّه ما من حركة ولا حياة دونما ضياء.
النور هو غذاءٌ للنبات.. ضرورة حياة.. بدونه تبقَى البذرة في كفنِ الأرضِ.. تموت وحدها. ونحن إن لم نَرَ أنّ النور ضرورة سلوك وغاية أبديّة، لن نكون أبناء النور، ولن نستطيع أن نسلك كأنوارٍ في العالم، كما لن نُعاين بهاء ومجد النور الأبدي. إنّ المُخلِّص يحمل في ذاته سِرَّ الحياة الجديدة القائمة المُنْتشلة من بين أظافر الموت، وما الحياة الجديدة إلاّ نور للعالم..